القاهرة ـ خالد محمود رمضان

حرصت مصر أمس على استباق زيارة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى القاهرة اليوم، بالإعلان أنها تأتي بناء على طلب الرئيس السوري بشار الأسد للاستماع إلى وجهات النظر السورية في مجمل الوضع في الشرق الأوسط، وخصوصاً على الساحة اللبنانية.

وزيارة الشرع للقاهرة هي الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى منذ تدهور العلاقات المصرية ـ السورية أخيراً، وتبلغ من الأهمية بمكان أنها قد تؤثر، بما يمكن أن تحمله من معطيات تلقائياً على الساحة اللبنانية، ولا سيما لجهة الجهود التصالحية العربية.

وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع، لـ «الأخبار»، إن القاهرة تنتظر من دمشق رسالة ايجابية يمكن عبرها البحث في وسائل تحسين العلاقات السورية مع كل من مصر والسعودية، مشيرة إلى أن الشرع سيطلع الرئيس المصري حسني مبارك على موقف بلاده من القمة العربية المقبلة.

ورأت المصادر نفسها أن لدى سوريا تحفظات يجب أخذها في الحساب خلال القمة المقبلة، وأنه من دون حل الخلافات السعودية ــــــ السورية بسبب الملف اللبناني، فإن فرص حضور الأسد إلى قمة الرياض تبقى ضعيفة. وقال مصدر مصري مسؤول، لـ «الأخبار»، إنه لا يعتقد أن في إمكان بلاده القيام بدور وساطة بين الرياض ودمشق، مشيراً إلى أن كل الجسور لم تحترق بعد بين الطرفين.

وأوضح المصدر نفسه أن «سوريا تعرف ما ينبغي لها فعله لاحتواء الخلافات مع السعودية»، مشيراً إلى ثلاثة مطالب على الأقل، في مقدمها عدم استخدام سوريا الأطراف اللبنانية القريبة منها أو المحسوبة عليها لتصعيد الأزمة في لبنان. والثاني، المرونة في القبول بعمل المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أما الطلب الثالث فهو أقرب إلى «انتظار من الرياض»، التي تشعر بأن دمشق مدينة لها باعتذار بسبب ما اعتبرته القيادة السعودية تطاولاً شخصياً عليها خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه الأسد بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في آب الماضي، ووصف خلاله الحكام العرب بأنهم «أنصاف رجال».

ورأى المسؤول المصري أنه من السابق لأوانه الحديث عن قمة ثلاثية بين الرئيس السوري والملك عبد الله بوساطة الرئيس المصري، مشيراً إلى أنه يتعين على دمشق أن تبذل جهوداً أكثر جدية لاستعادة الزخم المفقود في علاقاتها مع الرياض.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة، ان وزيري خارجية مصر أحمد أبو الغيط والسعودية الأمير سعود الفيصل سيقومان بزيارة إلى الاردن غداً الاربعاء بهدف بحث «سبل تحريك عملية السلام» مع الملك الاردني عبد الله الثاني.