واصل المسؤولون الاسرائيليون ابداء المزيد من الانفتاح على المبادرة العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002، في ظل تسريبات صحافية اسرائيلية عن اتصالات اميركية ــ اسرائيلية مع السعودية «لتحسين المبادرة» عشية القمة العربية. وبعد تصريحات رئيس زراء ايهود اولمرت الاحد اشارت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني امس الى «عناصر ايجابية» في مبادرة السلام السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002.وقالت ليفني ردا على اسئلة الاذاعة العامة الاسرائيلية من واشنطن حيث هي موجودة حاليا، «هناك عناصر ايجابية في المبادرة السعودية لكن بعض البنود تناقض مبدأ قيام دولتين» اسرائيل وفلسطينواوضحت ان المبادرة تتضمن «بندين اضافيين يطرحان مشاكل لاسرائيل» بخصوص حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.واضافت «البند الاولى يشير الى القرار 194 الصادر عن الامم المتحدة والذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، والثاني يؤكد على عدم وجود حل للاجئين الفلسطينيين في الدول المتواجدين فيها حاليا. وهذا يناقض تماما مبدأ الدولتين».وتابعت ان «دولة للشعب اليهودي ودولة سترى النور للفلسطينيين، هي الحل للشعب الفلسطيني بمن فيه اللاجئين».وقد اعلن اولمرت الاحد قبل ساعات من لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يتعامل «بجدية كبيرة» مع هذه المبادرة.وبحسب صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية فان واشنطن تجري مباحثات مع السعودية واسرائيل في مسعى «لتحسين المبادرة السعودية» عشية القمة العربية.واكدت الصحيفة ان اولمرت ناقش المبادرة السعودية قبل ستة اشهر مع الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز. ويوجد الامير بندر حاليا في واشنطن في الوقت نفسه الذي تزور فيه ليفني الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة الاسرائيلية.وحثت ليفني الدول العربية على عدم انتظار السلام ليقرروا تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وقالت ليفني امام لجنة العلاقات الاميركية الاسرائيلية مخاطبة الدول العربية «لا تنتظروا ان ياتي السلام قبل ان تطبعوا العلاقات معنا». الى ذلك اشار مسؤول اسرائيلي امس الى وجود «اتصالات سرية» مع قادة فلسطينيين لكن بدون الحديث عن «قناة سرية» للمفاوضات.
وقال مساعد لوزيرة الخارجية الاسرائيلي تسيبي ليفني رافضا الكشف عن اسمه «هناك اتصالات سرية لكن ليس من قناة سرية للمفاوضات».وتابع مساعد ليفني «هناك مباحثات متقطعة لكن بدون استمرارية وبالتالي ليست مفاوضات». وقال ان وزيرة الخارجية «ليست شيمون بيريز» الذي اقام بعد احد المقربين منه يوسي بيلين واثنين من الجامعيين الاسرائيليين، قناة سرية للمحادثات مع الفلسطينيين بدون ابلاغ رئيس الوزراء انذاك اسحق رابين بذلك مباشرة.وهذه المحادثات التي جرت في اوسلو ادت الى توقيع اول اتفاقات سلام مع الفلسطينيين في ايلول 1993 في واشنطن برعاية الرئيس الاميركي انذاك بيل كلينتون.واضاف المسؤول الاسرائيلي «بامكان تسيبي ليفني ان تلتقي مسؤولا فلسطينيا بكل تكتم، هذا صحيح. ولماذا لا تقوم بذلك؟ لكنها لا تجري مفاوضات كاملة، بموافقة ايهود اولمرت او بدونها».وكانت مصادر فلسطينية اكدت الاحد ان مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين اقاموا «قناة سرية» للتفاوض بهدف احياء عملية السلام.وذكرت هذه المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها ان هذه «القناة السرية» تشتمل على ياسر عبد ربه العضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير المالية السابق سلام فياض عن الجانب الفلسطيني، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن الجانب الاسرائيلي.
وقد التقى المسؤولون الثلاثة سرا مرتين في الاسابيع الاخيرة، حسبما اوضحت المصادر. وتناولت المباحثات المسائل الشائكة المرتبطة بالوضع النهائي للاراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما وضع القدس، واللاجئين والمستوطنات بالاضافة الى مبادرة السلام العربية المنبثقة عالمبادرة السعودية.وفي السياق نفسه دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني العرب الى تفعيل مبادرة السلام العربية بهدف احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأكد الملك عبد الله خلال لقائه بعدد من رؤساء الوزراء السابقين وشخصيات سياسية واعلامية اردنية على «ضة ان يعمل العرب على تفعيل هذه المبادرة لاعادة اطلاق عملية السلام على اساسها وضمن اطار خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية».واوضح ان «مبادرة السلام العربية التى حظيت باجماع والتزام عربي في مؤتمر القمة العربية ببيروت عام 2002 لم يتم الترويج لها في الغرب بشكل كاف كما ان اسرائيل لم تتعامل معها عند اطلاقها بجدية».واكد الملك عبد الله على «ضرورة ايجاد موقف عربي موحد وبخاصة من قبل دول الاعتدال العربي لاعطاء الزخم لعملية السلام والبناء على ما تحقق خلال الاشهر الماضية».
في غضون ذلك اتهم وزير الامن الاسرائيلي افي ديشتر امس طهران بتدريب ناشطين من حركة المقاومة الاسلامية حماس واصفا ايران بانها «اكبر دولة ارهابية» في العالم.وقال ديشتر في مداخلة في مركز دراسات بالقدس ان «ايران بدأت تدريب ارهابيين من حماس تمكنوا من مغادرة قطاع غزة الى مصر بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع عام 2005.واضاف «انهم انتقلوا من مصر الى ايران لتلقي تدريب قبل ان يعودوا الى قطاع غزة»، لافتا الى تزايد التعاون بين حماس وايران منذ 2001.وتابع ديشتر الذي ترأس سابقا جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) ان حماس التي تترأس الحكومة الفلسطينية منذ عام تنظم صفوفها في قطاع غزة على غرار حزب الله. ورفضت حركة المقاومة الاسلامية حماس انتقادات وجهها لها ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وقالت إن المقاومة هي استراتيجيتها وإنها لا تزال ملتزمة بثوابتها رغم اتفاق المشاركة في السلطة مع حركة فتح.وقالت حماس في بيان «لن نخون ما عاهدنا الله عليه وهو المضي قدما في طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين.. كل فلسطين».واتهم الظواهري حماس بالتخلي عن نهجها في تنفيذ «العمليات الاستشهادية» من اجل تحقيق مكاسب سياسية.واضافت حماس في بيانها «اننا حركة مقاومة .. طلاب شهادة .. ثوابتنا لن تتغير او تتبدل».
وتابعت «تصريحات الظواهري الاخيرة جانبها الصواب ولم تكن في محلها ... هي مزاودة مرفوضة .. فالمقاومة هي استراتيجيتنا .. أما كيف ومتى تكون .. فهذا يعود لتقديراتنا ونحن نقدر الامور وفقا لواقع الحال وأكثر دراية بما يحيطبنا من ظروف واحوال ونتعامل معها وفقا لما يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني». ميدانياً اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان مسلحين خطفوا امس في غزة صحافيا بريطانيا يعمل لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي).وقال المصدر الامني ان مسلحين مجهولين قاموا بخطف مراسل هيئة الاذاعة البريطانية الان جونستون اثناء عودته الى مكتبه في مدينة غزة.واوضح المصدر ان تعليمات من الجهات المختصة اعطيت للاجهزة الامنية والشرطة من اجل البحث عن الصحفي المخطوف.واكد وزير الداخلية سعيد صيام للصحافيين ان الاجهزة الامنية «ستتابع التحقيقات وملاحقة الخاطفين» وقال «هذا عمل اجرامي مدان من الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني».واوضح صيام لدى انتهاء الجلسة الاسبوعية لحكومة تصريف الاعمال ان الذين نفذوا عملية الخطف «يريدون العبث في الساحة الفلسطينية خاصة في اللحظات الاخيرة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية»