ردود فعل شافيز على جولة بوش اللاتينية، ووسائل ثلاث لمواجهة الإرهاب، وميركل تدفع أوروبا نحو سياسة مشتركة للطاقة، وخطوات جديدة لتفعيل التعاون الأسترالي- الياباني... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

"شافيز يدمر بوش":

هكذا رصد أحد تقارير "البرافدا" الروسية يوم الأحد الماضي أصداء السجال الدائر بين بوش وشافيز داخل أميركا اللاتينية التي يزورها الرئيس الأميركي هذه الأيام. التقرير الذي كتبته "مارثيا ميرندا"، سلط الضوء على رفض الرئيس الفنزويلي خطط إنتاج الوقود الحيوي في أميركا الجنوبية، محذراً من إمكانية اختفاء تجمع"ميركوسور" الذي يضم دول أميركا اللاتينية في تكتل اقتصادي، بالطريقة نفسها التي اختفى بها "تجمع دول الأنديز"، إذا لم يتفادَ أخطاء تكتلات سابقة تم تشكيلها داخل القارة. شافيز يطالب بتدشين "ميركوسور جديد" يتفادى هذه الأخطاء مطالباً أيضاً بضرورة اضطلاع البرازيل والأرجنتين بمهمة حماية حقوق فقراء "ميركوسور" كالأروجواي والبراجواي. شافيز أدان خطط الولايات المتحدة الرامية لإقامة "كارتل لإنتاج الوقود البيولوجي" في أميركا اللاتينية، واصفاً الخطط بأنها تعني "إنتاج الغذاء من أجل الحفاظ على نمط الحياة الأميركي"، لاسيما وأن الخطة ستخصص 20 مليون هكتار لزراعة الذرة الشامية من أجل إنتاج وقود الإيثانول، وهو ما يعني، حسب، شافيز إنتاج الغذاء لسيارات "أمراء الشمال" وهو أمر غير مقبول من وجهة نظره. وحسب التقرير يدفع بوش بخطط الوقود الحيوي التي تهدف أساساً إلى الحد من السطوة الاقتصادية لفنزويلا وبوليفيا ممثلة في نفط شافيز وغاز "إيفو موراليس". وحسب التقرير فإن ملايين الفقراء في أميركا الجنوبية يعشقون شافيز المناوئ في نظهرهم لسياسات واشنطن الإمبريالية التي تدعم الأنظمة الفاسدة والفاشية.

خطوات لمكافحة الإرهاب:

في مقاله المنشور يوم أمس الاثنين في "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، والمعنون بـ معركة أوروبا ضد الإرهاب"، عرض "جيجي دي فرييه"، منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب ثلاث خطوات من شأنها تعزيز التعاون الدولي في مواجهة خطر الإرهاب، أولاً: البحث عن معايير دولية مشتركة، فثمة كثير من دول العالم في حاجة إلى تمتين قدراتها الدفاعية والالتزام بالمعايير الستة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لمنع تمويل الإرهابيين والحد من خطر حصولهم على أسلحة دمار شامل. ثانياً: لابد من بذل مزيد من الجهود لحل الصراعات الدولية التي يستغلها الإرهابيون، كالوضع في أفغانستان وسلام الشرق الأوسط. ثالثاً: ضرورة محاربة أيديولوجية الإرهابيين، خاصة وأن معظم المسلمين يرغبون في العيش بحرية في ظل ديمقراطيات نيابية.

جبهة موحدة في مجال الطاقة:

تحت هذا العنوان، جاءت افتتاحية "فيدومستي" الروسية ليوم أمس الاثنين، لتشير إلى أن أحد التهديدات الأساسية لطموحات "الكريملن" في مجال الطاقة، هي الوحدة الاقتصادية الأوروبية، فروسيا قد تجد نفسها وحيدة في مواجهة اتحاد قوي من المستهلكين الأوروبيين، وهذا التحدي يتجسد بصورة واضحة في شخص المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل". وحسب الصحيفة، فإن ألمانيا التي حل عليها الدور في رئاسة الاتحاد الأوروبي، قد دعت بقية دول الاتحاد إلى هدف يتمثل في جعل أوروبا زعيمة للعالم في حماية البيئة والعمل على الحد من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وضمن هذا الإطار ترغب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في زيادة حصة القارة الأوروبية من إنتاج الوقود الحيوي وغيره من مصادر الطاقة المتجددة، بحيث يزداد اعتماد الأوروبيين على هذه المصادر لتحتل نسبة كبيرة في معادلة الطاقة الأوروبية.

"ميركل" تريد جعل تحقيق هذا الهدف التزاماً أوروبياً وأن تفرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم بتحقيقه. هذا الهدف ينسجم، حسب الصحيفة، مع أولويات أخرى لأنجيلا ميركل، منها تعزيز التضامن الأوروبي، واستئناف عملية البت في الدستور الأوروبي الموحد. هذه الأولويات تتعارض مع سياسات موسكو الخارجية، التي تفضل الدخول في ترتيبات أو سيناريوهات ثنائية على التعامل في إطار متعدد الأطراف. الحكومة الروسية دخلت في صدام مع الاتحاد الأوروبي عندما أرادت موسكو الدفاع عن مصالح شركاتها المتخصصة في النفط والغاز الطبيعي، لكن قد يكون الأمر أكثر سهولة على روسيا لو تفاوضت بشكل منفرد مع شركة أوروبية أو حكومة أوروبية واحدة، خاصة في ظل اختلاف المصالح الأوروبية في مسألة الطاقة. الصحيفة أشارت إلى أن ألمانيا اعتادت على أن تكون الشريك الأوروبي الرئيسي لروسيا في مجال الطاقة، فالمستشار الألماني السابق جيرهارد شرويدور وقع مع موسكو صفقات ثنائية لمد أنبوب الغاز الطبيعي "نورد ستريم" الممتد من بحر البلطيق إلى الأراضي الألمانية، لكن أنجيلا ميركل تبدو غير مهتمة بأن تكون ممثل روسيا أمام الأوروبيين، خاصة عندما صرحت في مقابلة، أجرتها معها "الفايناشيال تايمز"، على هامش مؤتمر الطاقة الأوروبي، بأن أوروبا ستشكل جبهة موحدة في مسألة "نورد ستريم" تضم جميع الدول الأوروبية التي تحصل على الغاز من هذا الأنبوب. كما اتخذت "ميركل" موقفاً شديداً ضد توسيع نطاق عمل شركة "غاز بروم" الروسية. ورغم ذلك فشل القادة الأوروبيون في التوصل، خلال المؤتمر، إلى اتفاق شامل حول سياسة الطاقة المشتركة، لكنهم اتفقوا على أمور تخص مكافحة الاحترار العالمي ومصادر الطاقة المتجددة. ولكن لن يكون أمام أوروبا في المستقبل سوى خيار واحد ألا وهو وضع سياسة موحدة في مجال الطاقة، ويبدو أنها مسألة وقت حتى ترى هذه السياسة النور.

"علاقات قوية مع صديق ديمقراطي":

اختارت "ذي أستراليان" الأسترالية هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أمس الاثنين، لترصد أصداء الزيارة التاريخية التي يقوم بها رئيس الوزراء الأسترالي "جون هاورد" إلى طوكيو، وما تمخض عنها من بيان أمني مشترك، وتحديد موعد لبدء محادثات رسمية حول تدشين منطقة تجارة حرة بين البلدين وهو 23 أبريل المقبل، وفي هذا ما تراه الصحيفة دليلاً على العلاقات القوية بين حليفين إقليميين يشتركان في الالتزام بالقيم الديمقراطية. وحسب الصحيفة، ثمة خوف في غير محله يتمثل في أن تمتين العلاقات الدفاعية والتجارية مع اليابان سيلحق الضرر بالعلاقات الأسترالية- الصينية، التي تنوي كانبيرا تمتينها. ومن يخشى آثاراً سلبية لتعزيز العلاقات الأسترالية- اليابانية يتجاهل حقيقة مفادها أن أستراليا قادرة على تطوير علاقتها بالصين بالتزامن مع علاقاتها القوية أصلاً مع أهم حلفائها وهي الولايات المتحدة إضافة إلى الهند وإندونيسيا واليابان. كما أنه من مصلحة أستراليا على المدى الطويل بناء علاقات أكثر عمقاً قدر الإمكان مع معظم القوى الاقتصادية في العالم. تمتين العلاقات التجارية والعسكرية بين البلدين يتزامن مع الذكري الخمسين للاتفاق التجاري الأسترالي- الياباني الذي ساهم في تطوير اقتصاد البلدين. ما يخشاه اليابانيون هو أن يتعرض قطاعهم الزراعي القوي للضرر جراء تدشين منطقة تجارة حرة مع الأستراليين، في حين يأمل اليابانيون في مواصلة الحصول على مصادر الطاقة الموارد المعدنية الأسترالية.