سعى الأوربيون لتهيئة الأجواء أمام زيارة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا إلى دمشق التي وصلها مساء أمس الثلاثاء، وأبلغ رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي الرئيس بشار الأسد في اتصال هاتفي أجراه معه أمس أن الزيارة " فرصة مهمة للعمل على استئناف الحوار بين سوريا والاتحاد الأوروبي ولزيادة التعاون من أجل خفض التوتر في مناطق الاضطراب المختلفة في الشرق الأوسط."

ومن المقرر أن يلتقي سولانا اليوم الأربعاء كبار المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد للبحث في الازمة اللبنانية وسبل تحسين العلاقات السورية-الاوروبية، وكذلك قضية السلام في الشرق الاوسط.

وتعتبر زيارة سولانا كموفد من الاتحاد الأوروبي كسرا للعزلة الدولية غير المعلنة التي فرضت على سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط عام 2005 حيث شهدت العلاقات السورية الأوربية تراجعا وجمودا ملحوظين، ومقاطعة من قبل الغرب الى حد بعيد لدمشق، وذلك في ضوء الاتهامات التي وجهها البعض لسوريا بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته دمشق مرارا.

وتأتي زيارة سولانا لسوريا في إطار جولة بالمنطقة شملت أيضا لبنان والسعودية.

وسعى برودي للتأكيد للأسد على الاهمية التي توليها روما لزيارة سولانا.

وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإيطالي أن الزعيمان "اعتبرا المؤتمر الاخير في بغداد حول الوضع في العراق مفيدا وايجابيا"، وانهما "اتفقا على التشاور المستمر بينهما في الاسابيع المقبلة".

واعرب برودي عن ارتياحه كون دعواته للحوار مع كافة الاطراف المعنية بقضايا المنطقة "باعتباره وسيلة العمل الوحيدة للتوصل الى حل (..) بدأت تلقى استجابة في الواقع".

واكتفت سانا بالقول إنه جرى خلال اللقاء " بحث زيارة سولانا لدمشق والمؤتمر الاخير فى بغداد " مضيفة إنه "تم الاتفاق خلال الاتصال على استمرار التشاور بين سورية وايطاليا".

وكان سولانا قال للصحفيين في بيروت قبل يومين "سأتحدث مع الرئيس الاسد بصراحة ...استقلال لبنان بالنسبة الينا عنصر مهم جدا في استقرار المنطقة.".

وتتهم بعض الدول الغربية دمشق بأنها تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وتسمح للمقاتلين العرب بالعبور عبر أراضيها للعراق لمحاربة قوات التحالف هناك.

وطالب الغرب الحكومة السورية بتغيير سياستها كشرط أولي للدخول معها في حوار يشمل قضايا أخرى.

وتوقعت مصادر أن يعمد المسؤول الأوروبي إلى تذكير المسؤولين السوريين بأهمية إقامة علاقات سياسية وثيقة مع الاتحاد لزيادة مساعدته الاقتصادية لدمشق التي لم تتلق منذ عام 1995 سوى 300 مليون يورو تقريبا، في حين تلقت مصر خلال هذه الفترة أكثر من 1.1 مليار يورو.

واعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية من بيروت انه يأمل ان يرى "تبدلا في الموقف" السوري خلال محادثاته في دمشق.

وأوضح سولانا "ساجري في سوريا مشاورات صريحة وودية (...) لنرى اذا كنا نستطيع الحصول على تبدل في الموقف يتيح معاودة ارساء علاقات جيدة" بين سوريا والاتحاد الاوروبي.

واضاف انه سيثير في سوريا قضية المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري, وتابع سولانا انه سيتناول "مع الرئيس السوري بشار الاسد مسألة تهريب السلاح (الى لبنان عبر سوريا)".

وسوريا التي سيزورها الاربعاء هي المحطة الاهم في جولة سولانا بما انها اول زيارة يقوم بها الى هذا البلد منذ اغتيال رفيق الحريري في اعتداء اشارت لجنة دولية للتحقيق فيه الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين فيه.

وقال سولانا الجمعة "لدي تفويض (من الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد) لهذه الرحلة بما في ذلك لسوريا لاقول لهم اننا نريدهم ان يعملوا معنا ومع المجتمع الدولي خصوصا بشأن لبنان".

وقال مصدر دبلوماسي اوروبي في بروكسل ان سولانا سيسعى في دمشق الى ابراز كل المكاسب التي يمكن ان تحصل عليها سوريا في حال قامت بدور "بناء" في المنطقة.

ويريد سولانا اقناع دمشق بدفع المعارضة اللبنانية التي تضم خصوصا حزب الله المدعوم من ايران وسوريا والتيار الوطني الحر الذي يقوده العماد ميشال عون وفصائل اخرى, الى الموافقة على انشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري.

مصادر
سورية الغد (دمشق)