لماذا تعتبر.. أو تعتبرين أن قدرة الإقناع تبقى كما هي؟! وان العلاقات الأسرية يمكن أن "تنسفح" على مساحة الحياة العامة، فيصبح الناس وكأنهم "أسرة" واحدة" بدلا من أن يشكلهم مجتمع مركب ومعقد إلى أبعد الحدود.. فعندما أواجه الانتخابات ربما أرثي لشكل العلاقة التي يفترضها البعض على شكل أبوي.. أو أمومي . لا فرق هنا طالما أن مسألة التمثيل تحاول نسخ الشكل الأولي للعلاقات البشرية...

وعندما أفكر في "التشريع" أو في "المحاسبة" أتصور أنني دخلت مجالا لا يمكنني تخيله على شاكلة الأسرة، أو على طريقة "أبي زيد الهلالي" في حركته الدائمة، فالحياة باحتمالاتها المتنوعة تضعني أمام ضرورة رصد "المصلحة" في أي حملة.. وبالضرورة "الإرادة" المنتشرة في المجتمع لتحقيق ما يريده، بدلا من اعتبار "التكوين" الانتخابي حالة من تكريس مكانة الأشخاص.. الآباء.. في مجتمع تعب من هيكليته الاعتيادية.

وفي صورة الانتخابات مفارقات لإسقاط التصور الشخصي على طبيعة العلاقة التي تربط الناس بالمرشح، فهل يعتقد "نواب المستقبل" أن الصورة الأولية للعلاقات مع أبنائهم يمكن أن تصبح نموذجا .. أو هل يعتقد "الناس" أن "النائب" هو قدر ظهر مثل الأب أو الأم أو الجد، حيث تتوقف "الإرادة" في الاختيار" أو في تحديد "المصلحة" أو حتى في التباين ما بين المرشحين...

إنها الأسئلة العالقة على الحد الفاصل ما بين "الرعية" و "المواطنين"... فعندما أغرق في التفاصيل أدرك أن المسألة تنسحب على الجميع، فحتى المواقف السياسية يتم اتخاذها على نفس القاعدة "الأبوية".. واذا قاطع البعض ما يحدث انتابه الشعور بأنه أدى واجبه "تجاه الرعية"، وعندما يقرر أحدهم المشاركة فإن الزهو يتملكه لأنه سيثبت موقعه داخل "الرعية" ..

بينما أتجول في مساحة المرشحين أو الناخبين، وأعرف أن أن "التشريع" و "التمثيل" ومسألة الاختيار بقيت عالقة في الماضي القريب، فتعثرت "الإرادة" وربما ضاعت "المصلحة" في طريقة "الخطاب" الذي يوجه للجميع وكأنهم أفراد أسرة بدلا من كونهم مواطنين.

ولماذا تعتبر .. تعتبرين.. أن الدخول في العملية الانتخابية شأن يكسر نطاق الأفكار الموروثة؟!! فعندما أبحث في رؤية جديدة .. "ثالثة".. أستطيع تلمس طريق "الإرادة الفردية" وإرادة المجتمع" في تكوين تفاصيل مصالحه بدلا من الوقوف على بريق العناوين.. فأنا منذ أن قررت تلمس الحياة أدركت أن منطق "الأبوة" لا يمكنه أن يقف دون دخولي "قلق المواطنة".. والإثارة في استخدام إرادتي في الحب والحياة و.. الانتخاب.