الديار

تقدم جوهري في محادثات السداسية وإيران غير قلقة

قالت الدول الست الكبرى التي تتفاوض بشأن تشديد العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على ‏ايران بسبب طموحاتها النووية انها اقتربت من التوصل الى اتفاق لكنها بحاجة الى مزيد من ‏الوقت لاستصدار قرار من مجلس الامن. وقال اليخاندرو وولف وهو سفير أميركي بعد ان خرج م‏محادثات أجراها مع سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين «الهدف هو الانتهاء من ‏هذا الامر بنهاية الاسبوع» بما في ذلك اقتراع المجلس.وصرح دبلوماسيون بأن الدول الغربية تخلت عن اقتراح بفرض حظر إجباري على سفر مجموعة من ‏المسؤولين الإيرانيين المشاركين في البرنامج النووي لطهران لكن هناك محاولات لتشديد حظر طوعي ‏على السفر ووفق عليه من قبل.وذكر دبلوماسيون أن الدول الغربية التي تريد تشديد العقوبات التي فرضها مجلس الأمن ‏الدولي على إيران بشأن برنامجها النووي عرضـــت بعض التنازلات في مسعى للتغلب على ‏اعتراضات الصين وروسيا.وتتفق الدول الست بشكل أو بآخر على حظر نقل الاسلحة التقليدية لكن الصين قالت إنه ‏يتعين تضييق القائمة بحيث تقتصر على فئات معينة من الأسلحة.‏وتحيط شكوك بشأن فرض عقوبات على أشخاص بعينهم او جماعات مثل الشركات المملوكة للحرس ‏الثوري الايراني.‏وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «اتفق على الاساسيات في كل المجالات لكن ‏يقبع الشيطان دوما في التفاصيل لذلك حين ننظر في كل الامور بالت حديد قد نواجه بعض ‏المشاكل التي علينا حلها».وصرح إمير جونز باري سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة بان سفراء الدول الست سيجتمعون من ‏جديد على أمل ابلاغ مجلس الامن بتحقيق تقدم.‏وقال السفير الفرنسي جان مارك دو سابليير «نريد ان تفهم الحكومة الايرانية ان عليها ان ‏تختار وان عليها ان تعود الى المفاوضات».‏ومع استعداد الدول الست لاستئناف مفاوضاتها قلل مسؤولون أميركيون من شأن عرض قدمه ‏الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن.‏وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية «لست واثقا بشأن جدوى ذلك».‏ وأوضح أعضاء مجلس الأمن أنه إذا أراد أحمدي نجاد التحدث أمام المجلس فإن له الحق في ذلك. وفي ‏حالة اعتراض اي عضو على الزيارة تنص إجراءات المجلس أن يوافق عليها تسعة أعضاء ولن ‏يكون لأي دولة حق النقض.من جهته اعلن الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام امس ان ايران غير قلقة ازاء ‏مشروع القرار الجديد في مجلس الامن حول برنامجها النووي.‏وقال الناطق في تصريح صحافي ان «اعتماد قرار جديد ليس موضع ترحيب لكنه لا يثير قلقنا ‏ايضا» معتبرا انه «لن يمس بعملنا وشعبنا».‏واضاف الهام ان العقوبات لن تغير من تصرف ايران و«لا تاتي بجديد بالنسبة الينا، كما انها ‏لا تثير قلقنا».‏وازاء احتمال تعليق تخصيب اليورانيوم، قال انه «مستبعد بالكامل» مؤكدا ان القوى ‏الكبرى «نفسها تخلت عن هذه المسالة».‏وامس ابدت طهران استعدادها لتقديم ضمانات بعدم تحويل برنامجها النووي لاهداف عسكرية في ‏حال سحب هذا الملف من مجلس الامن الدولي.‏واكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في كلمة القاها امام مؤتمر نزع السلاح في جنيف ‏ان بلاده ستسعى لاعادة الثقة اذا ما اعادت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن ‏الدولي والمانيا ملفها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.واوضح متكي «دعوني اقول في معرض اثبات استعدادنا لحل هذه المشكلة، انه اذا نقلت الدول ‏الخمس زائد واحد مسألة الملف النووي الايراني من مجلس الامن الى الوكالة الدولية للطاقة ‏الذرية، فان بلادي ستكون على استعداد لتوفير الضمانات الضرورية لاحلال الثقة بعدم تحويبرنامجها النووي».‏ غير ان متكي اعتبر ان الضغوط لن تؤثر على تصميم بلاده، مؤكدا ان برنامج طهران النووي ‏محض سلمي.‏وقال «لا يمكن تسوية مسألة مثل النووي الايراني من خلال ضغوط او قرارات من مجلس الامن» ‏مشددا مرة جديدة على حق طهران في الطاقة النووية مثل جميع الدول الـ 187 الموقعة على ‏معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية.واضاف ان ايران تؤيد حلا بالتفاوض لخلافها مع الدول الغربية على ان تجري المحادثات «بدون ‏شروط مسبقة».‏واتهم القوى النووية بانها «غير صادقة» باحتفاظها باسلحتها الذرية وعلى الاخص الولايات ‏المتحدة التي اعتبر انها «تنتهك بشكل واضح» مبادئ معاهدة منع الانتشار النووي.‏وانتقد ايضا اسرائيل الوحيدة بين دول الشرق الاوسط التي لم توقع المعاهدة ولا تسمح لمفتشي ‏الوكالة بالكشف على منشآتها النووية.‏في غضون ذلك قال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي امس إنه يجب التوصل لحل سلمي ‏للمشكلة النووية الإيرانية بالرغم من دعوة الرئيس الإيراني لمحو إسرائيل من على الخريطة ‏متجنبا أي تكهنات بخصوص توجيه ضربة وقائية.وقال بيريس إنه يأمل أيضا أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط وهو رأي كرره في وقت لاحق من ‏اليوم صائب عريقات المساعد البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس.‏ولم يحد بيريس عن نهج سياسة «الغموض الاستراتيجي» التي تتبعها إسرائيل منذ فترة طويلة حول ‏ما إذا كانت تملك أسلحة نووية والتي تهدف إلى ردع خصومها المحتملين من العرب والإسلاميين بما في ‏ذلك إيران وهي سياسة بدا وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت انحرف ها في ‏كانون الأول بتصريحات لمحت لامتلاك أسلحة نووية.‏الى ذلك قالت ايران ان المفاوضات يمكن ان تحسم نزاعها مع روسيا حول بناء أول محطة نووية ‏في الجمهورية الاسلامية بعد ان أعلنت موسكو ارجاء المشروع لاجل غير مسمى.‏وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية خلال مؤتمر صحفي اسبوعي «لسنا متشائمين ‏ونعتقد انه مع التفاوض يمكن حسم المسألة. من الافضل ان يسيره ذا المشروع داخل اطار ‏العقد».وأضاف «تعاوننا المشترك مع روسيا هو قرار أساسي وعملي».‏ ويقول مراقبون في موسكو ان مسألة مشروع بوشهر أخذت أبعادا أكبر من حجمها نظرا ‏للحساسيات السياسية.