أجرى موفد الاتحاد الأوروبي إلى دمشق، المنسق الاعلى للسياسة الخارجية، خافيير سولانا مباحثات الأربعاء مع الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم تناولت " القضايا الاقليمية والدولية ولاسيما في الساحات العراقية والفلسطينية واللبنانية، والعلاقات السورية الأوربية ".

ووصل سولانا دمشق مساء الثلاثاء منهياً بذلك تجميداً للاتصالات على المستويات العليا بين الاتحاد الاوروبي وسوريا بدأ عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وما تردد من اتهامات لسوريا في هذا الصدد.

ووافقت دول الاتحاد الأوربي ال27 خلال قمتها في بروكسل قبل اسبوع على أن يزور سولانا دمشق ومنحته تفويضاً بالتكلم باسمها

وأوضحت وكالة الأنباء السورية سانا أن الرئيس بشار الأسد وسولانا اتفقا "على التشاور المستمر بين سورية والاتحاد الاوروبي فيما يخص قضايا المنطقة وضرورة اضطلاع الاتحاد الاوروبي بدور ايجابي وفعال في قضايا المنطقة بما يتناسب ومصالح الاتحاد ودول المنطقة بما يضمن تحقيق الامن والاستقرار الذى سيخدم جميع الاطراف ".

وأشارت سانا إلى أنه "جرى بحث افاق التعاون والرؤى المستقبلية للعلاقات بين سورية والاتحاد الاوروبي المبنية على احترام الخيارات والادوار لكل طرف بما يسهم بتعزيز التعاون والتفاهم والتبادل المثمر في مختلف المجالات ما سيترك اثرا ايجابيا في بنية العلاقات والقضايا في المنطقة عامة ".

وقالت سانا إنه "تم بحث عملية السلام في الشرق الاوسط وجرى التأكيد على اهمية العودة الى قرارات الشرعية الدولية الناظمة لهذه العملية بما يكفل عودة الحقوق واسترجاع الاراضي المحتلة وفي صلبها الجولان حتى خط الرابع من حزيران عام /1967/ على ارضية السلام العادل والشامل ".

وأوضح سولانا أنه أتى إلى دمشق للحصول على "دعم سوريا للمبادرات الموضوعة على طاولة البحث" حيال الوضع في لبنان و الشرق الاوسط، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير المعلم ختم به زيارته أن الاتحاد الاوروبي يعتبر سوريا "جزءا من الشراكة الاوروبية المتوسطية ومن العالم العربي"، مضيفا "أبلغت الاسد بأن ثمة فرصة متاحة الان لجعل سوريا جزء من هذه المبادرات المطروحة وأننا نرغب في أن تبذل سوريا جهودا كبيرة من أجل تطبيق القرار 1701 لضرورته لتحقيق السلام والاستقرار في لبنان ".

وأكد سولانا أنه لن يدخر جهداً " في سبيل تحقيق السلام في المنطقة وفي سبيل إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي لتكون جزء فاعلا فيه "، موضحاً أنه " لا يكفي أن أعمل أنا في هذا المجال بل أن تعمل حكومتكم أيضا".

وأشار سولانا إلى أنه أجرى مباحثات "جيدة وصريحة" حول المسائل المختلفة التي تهم سوريا والاتحاد الاوروبي. حيث بحث مع الأسد " الجهود التي تبذلها سوريا من أجل الاستقرار في العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط "، مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي يفهم أن السلام "عملية شاملة ونحن نعمل على أن تستعيد سوريا الاراضي التي خسرتها في عام 1967 ونعمل على دفع العملية السلمية كي تتحرك بشكل كامل."، مبدياً أمله في أن " نسهم معاً في دفع المسيرة السلمية وتحقيق الاستقرار في المنطقة بأسرها

ومع أن سولانا أعرب عن أمله في العودة إلى دمشق قريبا، إلا أنه ربط ذلك باتخاذها "القرارات المناسبة" من أجل أن "نسهم معا ليس فقط في دفع المسيرة السلمية بل في دفع الاستقرار في المنطقة كلها ".

وردا على سؤال حول إضاعة أوروبا سنتين بدون حوار مع سوريا قال سولانا: "المهم أننا هنا الان وأننا نتحدث بشكل واضح وصريح، إننا نتطلع للمستقبل بطريقة بناءة أكثر."

وحول تقييمه لمباحثاته في دمشق قال سولانا: "أعتقد أننا سنستمر في الايام المقبلة في الحديث".

وعن اتفاقية الشراكة الاوروبية مع سوريا أعرب سولانا عن أمل الاتحاد الأوربي "في إكمال هذه الاتفاقية لاننا نريد سوريا عضوا في هذه الشراكة".

وردا على سؤال حول الدور السوري الممكن في حل الملف النووي الايراني، قال سولانا إنه تحدث مع القيادة السورية عن إمكانية إشراك دمشق في الجهود التي تبذل لحل هذا الملف طبقا لقرارات الشرعية الدولية والوكالة الدولة للطاقة الذرية وإن الاتحاد الاوروبي يريد من سوريا أن تبذل جهودا كباقي الدول العربية في هذا المجال، موضحاً في الوقت نفسه أن " لايران الحق في امتلاك الطاقة النووية السلمية ".

ووصف المعلم محادثات سولانا في دمشق بأنها "مثمرة وبناءة"، مؤكداً أن " سوريا ستبقى دائما جزء من الحل الذي يسعى إلى أمن واستقرار المنطقة "

وجدد المعلم حرص بلاده على " على تطبيق القرار 1701 وعلى أن تقوم قوات اليونيفيل بأداء مهامها على أكمل". لافتاً إلى أهمية " الدور الاوروبي في احلال سلام عادل وشامل في المنطقة ". مجدداً إدانة دمشق لأي عمل ارهابي يستهدف امن واستقرار لبنان.

ورداً على سؤال نفى المعلم أي صلة لسورية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، وأضاف: نحن لا نقول اطلاقا اننا ضد مبدأ قيام المحكمة، فهناك اجماع في لبنان على قيامها، واختلاف حول نظام هذه المحكمة "، موضحاً أن سورية تنتظر " نتائج التحقيق الذي نتعامل معه بشكل كامل وارجو الا نعتمد على الاستنتاج ".

وأعرب الوزير السوري عن تقدير بلاده للجهد الذي يبذله الاتحاد الاوروبي لحل مشاكل المنطقة مشيرا إلى أنه في محادثات سولانا مع المسئولين السوريين كان هناك "نقاط عديدة للاتفاق وكانت هناك نقاط اختلاف ولكن هذه بداية ونأمل أن تستمر حواراتنا الثنائية في المستقبل من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة ".

وفي الشأن العراقي قال المعلم ان الحل في العراق ليس حلاً عسكرياً بل يجب ان يكون حلاً سياسياً فقط ويجب ان تدرك امريكا ان لدول الجوار دور مساعد في الحل السياسي.

وحول الحوار مع أمريكا أشار الوزير المعلم انه لا شروط لسورية " لاستئناف الحوار مع امريكا سوى التقيد بآداب الحوار ".

وخلال لقائه سولانا، دعا الشرع "الاتحاد الاوروبي الى تحمل مسؤولياته عبر انتهاج سياسات مستقلة تمكنه من تجسيد التعاون بين ضفتي المتوسط لتحقيق العدل واعادة الحقوق الى اصحابها ".

ونقلت سانا عن الشرع تأكيده " أهمية الحوار واعادة الاعتبار للشرعية الدولية لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة " مشددا على ان " سورية كانت وستبقى تساهم في كل ما من شأنه ازالة عوامل التوتر في الشرق الاوسط ".

وأمام الوزير المعلم أكد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي " دعم الاتحاد لحق سورية في استعادة الجولان السورى المحتل حتى خط الرابع من حزيران/1967/ " وشدد على " اهمية بذل كافة الجهود لاستئناف علمية السلام على كافة المسارات ".

في حين دعا المعلم " الاتحاد الاوروبي الى الاضطلاع بدوره في دعم الجهود الرامية الى استئناف عملية السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط واكد حرص سورية على استتباب الامن والاستقرار في المنطقة ودعمها كل ما يتفق عليه اللبنانيون ".

ورحب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بزيارة سولانا لسوريا ووصفها بأنها "مساهمة هامة في المساعي الاوروبية الرامية لاحلال السلام والاستقرار في الشرق الاوسط".

وقال شتاينماير الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوربي إن "سولانا سينقل رسالة واضحة من الاتحاد الاوروبي في دمشق".

وأوضح شتاينماير أن سوريا بحاجة لمنظور آخر إذا كانت ترغب في مواصلة عملية الاصلاح الاقتصادي وهو ما يتطلب اضطلاع القيادة في دمشق بدور بناء في المنطقة وأضاف: "هذا ما قلته للرئيس الاسد خلال زيارتي لدمشق". أواخر العام الماضي.

وفي الوقت نفسه أكد شتاينماير أن قبول السيادة اللبنانية والموقف الايجابي حيال مساعي التقريب بين إسرائيل والفلسطينيين من الامور الهامة التي تمكن سوريا من لعب دور بناء في المنطقة.

وقال "المشاركة السورية البناءه سيكون لها بالطبع تأثير إيجابي على العلاقات الاوروبية السورية وستفتح إمكانيات جديدة للتعاون".

مصادر
سورية الغد (دمشق)