صدرت التعليمات ، وانهالت التعليقات والآراء ، وبدأت الترشيحات ..... والأغلبية صامتة .

ما الذي تريده ..؟ أهي تتابع وتقرأ ما يكتب ، وكل ما يقال وإن همساً عالياً في بعض الأحيان ..؟ ما سيكون موقفها ، بل رأيها في جموع المرشحين من " جبهة وطنية تقدمية" ومستقلين ؟

ما الذي تريده .. ؟ قد يكون الأصح هو التساؤل عن شعورها بعد تجربة ليست بالقليلة مع اعضاء مجلس الشعب ، وحتى مع اعضاء المجالس المحلية ...؟ عن رأيها وعما تعتقده من احتمالات آنية ، بما أنها تعلم تماماً أن ما من جديد من قوانين تتعلق بال " انتخابات" ...؟

سألت البعض ممن أعرف ، كان جواب أحدهم تساؤلاً سريعاً : ماذا عن الصندوق الجوال ...؟ تساؤل من مواطن عادي مارس حقه الانتخابي عديداً من المرات ، تساؤل أعتقد أنه يكفي كجواب عن كثيرين .

ما الذي تريده ..؟ جموع كثيرة تسعى جاهدة للحصول على ما يكفي وإن كحد أدنى ، للحفاظ على كرامة عزيزة غالية .. جموع ترى في عيونها كإجابة صامتة ، معان ٍ ممتزجة تحمل قدراً من أسى وسخرية ... وأمل .

ما الذي تريده ..؟ أعتقد أن كل من كتب واعطى رأياً كان يتكلم عن مجموع ما ، لا أعني تيار سياسي أو فكري محدد قدر ما اعني جموع من المواطنين العاديين البسطاء الأذكياء بتعليقاتهم وكلماتهم الدقيقة الواضحة وسهلة التعبير .

جموع تتابع أخبار منوعة ، وتحليلات وبرامج حوارية متعددة ، تشاهد وتسمع ما يحصل عند الغير، جموع ليست بالجاهلة أو غير المدركة ، جموع تعنينا جميعاً لأننا إذ نكتب ونتكلم ، فلأننا منهم أساساً ولسنا من كوكب آخر ، كل منا بطريقته ..

الذي نريده بالنيابة عن الجموع ، كتبناه ورددناه كثيراً .... نريد كفاءات تمثلنا حقيقة وواقعاً لا ورقاً ، نريد نواباً لنا حقيقيون يتابعون ويراقبون ويسائلون ويهتمون بموضوعات تمس بالوطن وبالمجموع لا بموضوعات خدمية .

نريد نواباً لنا حقيقيون لا يخجلون من القول أنهم لا يعرفون ، نواباً يطالبون بمهل محددة لدراسة ما يعرض أمامهم بالتعاون مع اخصائيين .. نواباً يتقدمون بمشروعات متكاملة لمصلحة عامة ...

نريد نواباً جريئون ، صادقون مع ذواتهم قبل أن يحاولوا الصدق معنا ... والاعتذار أمامنا .

نريد نواباً تمثل أفكاراً ورؤى مستقبلية واقعية حقيقية تعرضها أمامنا كبرامج عمل ، لا مجرد كلمات وخطابات .

نريدهم مشرعون حقيقيون ، لا "بصمجية" ... نريدهم يطالبون عنا بقانون للانتخابات جديد ومن دون الصندوق الجوال .. نريدهم يطالبون عنا بقانون جديد للجمعيات عوضاً عن الموجود منذ الخمسينيات ..

نريدهم بداية ، مشروع نواب لنا حقيقيون يطالبون ويضعون برامج أمامنا تحمل ما تطالب به الجموع ، نريدهم يحملون ثقافة انتخابية حقيقية ومعرفة تامة وتنكب حقيقي للمسؤولية التي تنطحوا لتحملها .

نريدهم نواباً يرفعون من شأن " دار النيابة" .