الديار
أولمرت يصارع للحفاظ على موقعه
سنيه للتفاوض مع عباس لإفشال حماس
من المتوقع ان تحصل حكومة الوحدة الفلسطينية صباح اليوم السبت على ثقة المجلس التشريعي الذي يعقد جلسة خاصة في غزة ورام الله بحضور عدد من ممثلي الدول العربية والاسلامية والاجنبية، في وقت ما يزال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يصارع للخروج من ازمته ياسية التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وسيبدأ المجلس التشريعي جلسته الخاصة عند الساعة 11.00 بالتوقيت المحلي في مركز الشوا الثقافي في غزة ومقر المجلس التشريعي في رام الله، ليعرض هنية اسماء اعضاء حكومته للتصويت لنيل الثقة.واوضح مصدر في الرئاسة الفلسطينية ان دعوات وجهت لممثلي وسفراء الدول العربية والاجنبية الى الجلسة التي قد يحضرها الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو.وقال احمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالانابة ان هنية سيلقي خطابا يطرح فيه البيان الوزاري الذي يتضمن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية ثم سيجري نقاش بين النواب حوله قبل عرض اسماء اعضاء الحكومة وبرنامجها للتصويت لنيل الثقة.واضاف بحر ان الرئيس محمود عباس سيلقي كلمة في بداية الجلسة. وتوقع بحر ان تحصل الحكومة «بدون صعوبات» على الثقة من المجلس التشريعي لان «هناك توافقا وطنيا بين كافة الفصائل خصوصا اكبر كتلتين في المجلس حماس وفتح». وعبر عن امله في نجاح حكومة الوحدة. وينص القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية على ضرورة حصول الحكومة لنيل الثقة، على موافقة نصف الاعضاء زائد واحد اي سبعة وستين من نواب التشريعي البالغ عددهم 132.وتعتقل اسرائيل ستة وثلاثين نائبا ينتمي غالبيتهم الى حماس، وبينهم احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومروان البرغوثي القيادي في حركة فتح. وقال بحر ان «اهم امر تم تحقيقه هو التوافق الوطني في هذه الحكومة والارادة الفلسطينية المدعومة عربيا»، مشيرا الى ان هناك «تقدما في موقف اللجنة الرباعية الدولية خصوصا الاتحاد الاوروبي وروسيا نحو اتخاذ موقف ايجابي تجاه حكومة الوحدة وهذا مهم». وسيحضر ممثلوعن دول عربية واسلامية واجنبية جلسة التشريعي، حسبما قال مصدر في الرئاسة. واكد المصدر ان الدعوات وجهت لممثلي وسفراء الدول العربية والاجنبية «لحضور هذا الحدث العظيم». واضاف «اعتقد ان الترتيبات تسير على قدم وساق لاستقبال الضيوف ومن بينهم على الاغلب اكمل ين احسان اوغلو» الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي. واعدت هيئة المجلس التشريعي قاعتي الاجتماع وبطاقات الحضور بما في ذلك لعشرات الصحافيين العرب والاجانب بحسب المسؤول الاعلامي في المجلس.وقال محمود العالول وزير العمل في حكومة الوحدة والمسؤول في حركة فتح ان «الامور مطمئنة وتسير بالاتجاه الصحيح لخدمة المصالح الوطنية العليا. نأمل ان نستطيع تحقيق امال شعبنا وان نكون عند ثقة شعبنا».وسيؤدي هنية واعضاء حكومته من قطاع غزة اليمين الدستوري امام الرئيس عباس، في غزة. اما وزراءالضفة الغربية الذين لاي يتمكنون من الوصول الى غزة لعدم حصولهم على تصاريح من اسرائيل، فسيقسمون اليمين في اليوم التالي في الضفة الغربية.وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة انه «يتوجب ان توقف اسرائيل العقبات امام حكومة الوحدة الوطنية لانها تمثل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة».ودعا نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان اسرائيل الى عدم التعاون مع الحكومة الفلسطينية على ان تواصل التفاوض مع رئيس السلطة محمود عباس لتحقيق فشل حركة المقاومة الاسلامية حماس.وقال سنيه للاذاعة الاسرائيلية العامة ان «اسرائيل يجب الا تعطي اي شرعية لهذه الحكومة الفلسطينية عبر التعاون معها، بينما ترفض الحكومة من جهتها مبادىء اللجنة الرباعية ويجب ان تتفاوض مع ابو مازن فقط». واضاف «لافشال حماس نحتاج الى بديل فلسطيني معتدل وافق سي، لذلك علينا ان نتفاوض مع ابو مازن فقط لنتوصل معه الى اتفاقات نعرضها بعد ذلك لاستفتاء».ووصف عمرو موسى الامين لجامعة الدول العربية أي موقف بريطاني بعدم اجراء اتصالات دبلوماسية الا مع وزراء في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لا ينتمون لحماس بانه موقف سلبي جدا.وقال موسى الذي يزور تونس لحضور مؤتمر برلماني اورومتوسطي ردا على سؤال لرويترز «اذا صح هذا الموقف البريطاني فأنا اقول انه موقف سلبي جدا».قال دبلوماسيون أوروبيون امس إن بريطانيا على خلاف الموقف الاسرائيلي ستسمح بإجراء اتصالات دبلوماسية مع وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون لحماس لكنها ستواصل رفض التعامل مع الأعضاء المنتمين للحركة الاسلامية.وقال دبلوماسي كبير إطلع على القرار «لن يكون لبريطانيا اتصالات مع حماس لكن هناك أعضاء في الحكومة ليسوا من حماس وسيتسنى لدبلوماسيين بريطانيين أن يكونوا على اتصال بهم».وقال موسى «اعتقد انه لا يوجد الان اي مبرر للحصار الدولي المفروض على الفلسطينيين او لتوجيعهم واستمرار معاقبتهم». واحتج الأمين العام للجامعة العربية على موقف اسرائيل بعدم لاعتراف بحكومة الوحدة وقال «نحن نحتج على الموقف الاسرائيلي الذي من صالحه ان تكون رقة بين الفلسطينيين دائمة». وتحفظت الولايات المتحدة عن تقويم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في انتظار ان تطرح برنامجها السياسي، مذكرة اياها بوجوب استجابة شروط اللجنة الرباعية الدولية، وخصوصا لجهة الاعتراف بوجود اسرائيل.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك «سننتظر تشكيل الحكومة فعليا والاطلاع على برنامجها لاجراء تقويم نهائي لم نبلغ بعد هذه المرحلة».واضاف ان واشنطن تريد ايضا ان ترى «الاجراءات الاولية» للحكومة الفلسطينية لتعطي رأيها فيها. واوضح في لقاء مع الصحافيين «سوف نحتفظ بحكمنا النهائي على الحكومة وبرنامجها واعمالها حتى نفهم من سينضم اخيرا الى هذه الحكومة وعلى ماذا بالتحديد سوف يركزون قراراتوما سيكون برنامجهم وبعدها الاجراءات التي سيتخذونها». وردا على سؤال حول المهلة التي يتطلبها انتظار الاجراءات الاولية للحكومة الفلسطينية، قال ماكورماك ان «هذا الامر قد يحصل غداة تشكيلها رسميا وتقديمها برنامجها». واضاف «لكن حتى ذلك الوقت، سوف نحتفظ بحكمنا» عليهواضاف المتحدث «في هذه اللحظة ووفق ما فهمناه، تقضي القاعدة بان يقدموا البرنامج الذي على اساسه سيحكمون».من جهته، دعا البيت الابيض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى ايجاد الوسائل للاستجابة لمطالب اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، وذلك لافساح المجال امام مفاوضات مع اسرائيل.وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو «بدلا من محاولة التعبير عن خيبة امل او اي شيء آخر، لا نزال نأمل ان يتمكن الرئيس عباس من ايجاد الوسائل للتجاوب مع مطالب اللجنة الرباعية لاتاحة قيام محادثات مع حكومة اسرائيل».واضاف متوجها الى الفلسطينيين ان «موقفنا الثابت هو: انتم في حاجة الى حكومة فلسطينية تتجاوب مع شروط اللجنة الرباعية»، في وقت استبعدت اسرائيل اي اتصال مع الحكومة الجديدة.ميدانياً اطلق مسلحون مجهولون النار على موكب مدير العمليات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) في غزة جون جينغ من دون وقوع اصابات.وقال جون جينغ في مؤتمر صحفي عقده في مكتبه بغزة «اعترض ثلاثة مسلحين مجهولين موكب سياراتي اثناء مروري من نقطة عبور ايريز الى غزة وحاولوا فتح باب سيارتي بالقوة وعندما لم يفلحوا بذلك اطلقوا النار عليها».واصيبت السيارة التي كانت تقل جينغ باحدى عشر رصاصة اخترقت احداها زجاج السيارة دون ان يصب احد بحسب جينغ الذي اوضح ان عددا من مساعديه بينهم فلسطينيون كانوا برفقته اثناء الحادث.واعتبر جينغ الحادث «خطيرا وغير مسبوق»، مطالبا الاجهزة الامنية الفلسطينية «بالقاء القبض على الفاعلين ومحاسبتهم وتقديمهم للقضاء.. هناك العديد من الاسئلة التي تتطلب اجابات سريعة حول الحادث».وقال ان الحادث سيؤثر على مجىء موظفين دوليين تابعين للانروا لاحقا، لكنه اكد الاونروا ستستمر في تقديم الخدمات والمساعدات للفلسطينيين.من جهة ثانية اكد مصدر فلسطيني ان الرئيس محمود عباس ابو مازن اتصل هاتفيا مع جينغ واطمأن عليه معبرا له عن ادانته للحادث. ودانت حركة حماس الحادث الذي وصفته بانه «عمل اجرامي».وافاد الجيش الاسرائيلي انه فتح تحقيقا حول عملية يبدو ان عددا من جنوده استخدموا خلالها مدنيين فلسطينيين «دروعا بشرية».وقال بيان عسكري ان «النائب العام في الجيش البريغادير افيهاي مندلبيت امر الشرطة العسكرية بالتحقيق بشان اتهامات تفيد ان القوات الاسرائيلية قد تكون انتهكت قانون منع استخدام المدنيين الفلسطينيين خلال عملية في نابلس قبل اسبوعين».وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي مساء الخميس صورا التقتطها وكالة انباء دولية ظهر فيها جنود اسرائيليون يتقدمهم فتى فلسطيني خلال عملية اعتقال ناشطين فلسطينيين مطلوبين في منازلهم في نابلس قبل اسبوعين.وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا امرت في مرسوم منع اللجوء الى هذه الطرق منعا باتا. وتحدثت جمعية «بت سيلم» الاسرائيلية للدفاع عن حقوق الانسان عن حالتين على الاقل استخدم خلالها الجيش فلسطينيين «دروعا بشرية».الى ذلك افادت اذاعة الجيش الاسرائيلي بان خمسة فلسطينيين وثلاثة من عناصر الشرطة الاسرائيلية اصيبوا امس بجروح في تظاهرة ضد الجدار الفاصل الذي اقامته اسرائيل في الضفة الغربية.ففي قرية بلعين القريبة من رام الله اطلق عناصر الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقونهم بالحجارة. كما تم توقيف اربعة متظاهرين وفق المصدر نفسه.على صعيد آخر اقر ايهود اولمرت انه رئيس حكومة «غير شعبي للغاية» الا انه اكد تمسكه بمنصبه ووعد الاسرائيليين بانه سيستمر بالعمل «لصالحهم».وفي اعتراف نادر يصدر عن هذا الرجل السياسي الطموح جدا، اقر اولمرت امام مناصري حزبه «كاديما» انه يدرك تماما انه لا يتمتع بالشعبية، الا انه قال ان ذلك لن يثنيه عن التمسك بمنصبه ومواصلة العم.