الديار
واشنطن ستسهل مشاركته في جلسة مجلس الامن
رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إقرار الدول الخمس الكبرى في الامم المتحدة والمانيا عقوبات جديدة على بلاده سيصوت عليها الاربعاء المقبل. واكد نجاد ان إيران ترفض تعليق نشاطاتها النووية الحساسة وقال الرئيس الايراني خلال تجمع عام في محافظة يزد ان «الامالايرانية تمتلك دورة الوقود النووي ولن تتراجع».ويضرب احمدي نجاد بذلك عرض الحائط الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الست الكبرى الخميس لتعزيز اجراءات مجلس الامن المعتمدة في كانون الاول لحمل جمهورية ايران الاسلامية على تعليق برنامجها النووي.وقال الرئيس الايراني «لا تتصوروا ان بامكانكم قطع الطريق الذي تسلكه الامة الايرانية من خلال هذه الاجتماعات».وكان لخطيب صلاة الجمعة اية الله محمد امامي كشاني الرسالة نفسها قائلا «حتى لو اعتمدتم عشر قرارات فهذا لن يؤثر على بلادنا».واعلن السفيران الروسي فيتالي تشوركين والبريطاني امير جونز باري اتفاقا للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا حول مشروع قرار جديد.وستكون المرة الثالثة التي يطلب فيها مجلس الامن من ايران تعليق تخصيب اليورانيوم وهي عملية تسمح بالحصول على الوقود لتشغيل محطة نووية فضلا عن المواد الاولية لصنع قنبلة ذرية. ويحدد النص الجديد مهلة مماثلة ويعتمد اجراءات جديدة ضد طهران ويعزز الاجراءات المتخذة في اطار القرار 1737. واكد عزمه على المشاركة في اجتماع مجلس الامن الدولي المخصص للتصويت على قرار يفرض عقوبات على بلاده رغم اجماع الدول الست الكبرى على المشروع على ما ذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للانباءواعلن نجاد «اذا منحتني الحكومة الاميركية التأشيرة فانني ساشارك في جلسة مجلس الامن لادافع عن حق ايران في المجال النووي».واضاف الرئيس الايراني «لا اعتبر ان اجماعا محتملا بين الدول الخمس زائد واحدة يعرقل زيارتي واصر على حضور اجتماع مجلس الامن الدولي».واعلنت الخارجية الاميركية ان واشنطن ستسهل» اعطاء الرئيس الايراني تاشيرة دخول الى اراضيها ليشارك في اجتماع مجلس الامن الدولي المقبل المخصص للتصويت على عقوبات ضد ايران.وحث المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك الرئيس الايراني على اغتنام هذه الفرصة لتغيير موقفه والاعلان عن تعليق بلاده لعمليات تخصيب اليورانيوم تمشيا مع مطالب الامم المتحدة. واوضح ماكورماك ان الايرانيين «قدموا الى السفارة الاميركية في سويسرا طلبات للحصول على تاشيرات دخول للرئيس الايراني والوفد المرافق له لحضور جلسة مجلس الامن الدولي للتصويت على مشروع قرار يشدد العقوبات على ايران». وقال ماكورماك «سنبذل كل ما بوسعنا لتسهيل اعطاء هذه التاشيرات طبقا لمسؤوليتنا كدولة مضيفة للامم المتحدة».واشار ماكورماك الى انه طبقا للقوانين الاميركية، فانه لا يستطيع ان يعلن بشكل مؤكد ما اذا كان احمدي نجاد سيحصل على التاشيرة الى ان يتم اصدارها فعليا.واضاف «لكنني اود ان اذكركم اننا اصدرنا في الماضي تاشيرات له وللوفد المرافق له عندما توجهوا الى الامم المتحدة». وقال ماكورماك ان على الايرانيين اغتنام هذه الفرصة لقبول العرض الذي قدمته الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا للتفاوض على مجموعة من الحوافز الاقتصادية والسياسية وتحسين العلاقات مع الجمهورية الاسلامية اذا وافقت على تعليق عمليات يب اليورانيوم. واضاف «تامل الولايات المتحدة ان يغتنم الرئيس احمدي نجاد، عندما يحضر الى مجلس الامن، هذه الفرصة ليعلن ان ايران تقبل اليد التي مدت لها عبر عرض الدول الست التفاوض معها». واضاف «نامل ان لا نسمع مزيدا من الكلام الخطابي».وقال تشوركين «لقد توصلنا الى اتفاق» حول مشروع القرار بينما اكد باري «نعم لدينا اتفاق».وعرض النص بعد ذلك على مندوبي الدول العشر غير الدائمة العضوية في المجلس. وقال سفير جنوب افريقيا دوميساني كومالو الذي يرئس المجلس خلال الشهر الجاري، ان مندوبي الدول سيعرضون النص على عواصمهم لتدرسه.وتوقع ان يتم تبني النص الاسبوع المقبل وان كانت المناقشات الاولى للمشروع لن تبدأ قبل الاربعاء.وتهدف الاجراءات المقترحة ضد ايران لتشديد العقوبات المفروضة على طهران بموجب القرار 1737 الذي اعتمد في كانون الاول الماضي، وتفرض عقوبات اخرى.وهي تشمل خصوصا حظرا على شراء الاسلحة الايرانية وهو امر جديد، ودعوة الدول الاعضاء للتحلي «باليقظة والتحفظ» في تسليم ايران اسلحة مثل الدبابات والمروحيات الهجومية والطائرات القتالية.كما تتضمن قيودا مالية وتجارية على سفر بعض الشخصيات الايرانية المرتبطة بالبرنامج النووي.وكان القرار 1737 وضع لائحة من عشر مؤسسات و12 شخصية مشاركة في البرنامجين النووي والبالستي جمدت «اموالهم وموجوداتهم المالية ومواردهم الاقتصادية» في الخارج.والمشروع الجديد يضيف الى اللائحة 13 مؤسسة بينها ثلاث مرتبطة بحراس الثورة و15 شخصية بينها سبعة مسؤولين من حراس الثورة.ومثل القرار 1737، يشير النص الجديد الى المادة 41 من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية لكنه يستبعد اللجوء الى القوة.ويطلب النص ايضا ان يقدم مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريرا حول مدى احترام ايران القرار، خلال ستين يوما.ويوضح القرار ان العقوبات سترفع اذا احترمت ايران المطالب، او تتخذ اجراءات في حال حدث عكس ذلك لكن يفترض ان ترد في قرار جديد.ورأى رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان الاتفاق «يرسي اسس التوصل الى تسوية» حول المشكلة النووية الايرانية.من جهتها اعلنت جنوب افريقيا انها ستدرس بدقة مشروع القرار الدولي حول فرض عقوبات جديدة على ايران للتأكد من ان من شأنه ان يؤدي الى «حل سياسي» للملف النووي الايراني.وقال سفير جنوب افريقيا لدى الامم المتحدة دوميساني كومالو الذي يترأس مجلس الامن لهذا الشهر «نريد حلا سياسيا لهذه القضية».ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري الى ممارسة «ضغط دبلوماسي» لتسوية الازمة النووية الايرانية، معربة في الوقت نفسه عن ارتياحها للاتفاق الذي توصلت اليه الدول الست الكبرى في الامم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على طهران.وقالت اليو ماري «ينبغي ان تحل الازمة بممارسة الضغط الدبلوماسي. لا يمكن ابدا استبعاد اي تدخل عسكري بشكل كامل لكن ذلك يشكل مجازفة حقيقية».واشارت الوزيرة الفرنسية الى «خطر تشكل نوع من التضامن بين شعوب العالم الاسلامي حول ايران واحداث هذا الشرخ بين العالم الاسلامي وبقية العالم الذي نجحنا معا في تفاديه بعد اعتداءات 11 ايلول».واضافت «يجب تفضيل التحركات الدبلوماسية الى الحد الاقصى لحمل ايران على احترام توقيعها للمعاهدات حول حظر الانتشار النووي والمعايير الدولية».وتساءلت الوزيرة الفرنسية قبل مغادرتها طوكيو متوجهة الى سيول ثم بكين «هل الافضل هو قرار يذهب بعيدا جدا لكن موقعيه قلة ام قرار يذهب اقل بعدا لكن توقعه جميع الدول وهذا يظهر لطهران تصميم المجتمع الدولي؟». وتابعت ان «هذا الخيار هو الذي حصل واعتقد انه بالفطريقة جيدة».
نظام مضاد للطيران
الى ذلك اعلنت الاذاعة الرسمية الايرانية امس ان جيش الجمهورية الاسلامية طور نظاما دفاعيا مضادا للطيران لديه قدرة على اصابة الهدف عبر اطلاق صاروخين بشكل متزامن.واضافت الاذاعة ان «هذا النظام الدفاعي المضاد للطيران يمكنه اطلاق صاروخ او صاروخين بشكل متزامن وقد صممته القوات البرية وتم اختباره بنجاح».وتابعت ان هذا النظام الجديد «يمكن نقله بسهولة ويتمتع بمرونة كبيرة وقدرة على اصابة اهداف جوية في شتى الظروف المناخية. وطلقاته المتزامنة تعزز امكانية اصابة الاهداف».واكد المسؤولون الايرانيون مرارا وتكرارا ان القوات الايرانية مستعدة لكل الاحتمالات في خضم المواجهة الحادة التي تخوضها الجمهورية الاسلامية مع المجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي.ونقلت وكالة الانباء الايراني الرسمية عن قائد الجيش الجنرال عطاءالله صالحي قوله «اذا اقدم عدونا الغاشم على خطوة غير محسوبة، سوف يفاجأ طبعا».