‏ النهار

انتهت مساء أمس عند الساعة 18:00 (17:00 بتوقيت غرينيتش) المهلة المحددة للمرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية لجمع تواقيع 500 مسؤول منتخب في المجالس المحلية، وهي عقبة تخطاها 11 مرشحا على الاقل. وقبل خمس سنوات تمكن 16 مرشحا، وهو رقم قياسي، من جمع هذه التواقيع.
ولم يطرح هذا الشرط اي مشكلة لمرشحي الاحزاب الممثلة في الجمعية الوطنية اي نيكولا ساركوزي (اليمين) وفرنسوا بايرو (الوسط) والاشتراكية سيغولين رويال او الشيوعية ماري - جورج بوفيه.
لكن جمع التواقيع كان اصعب بالنسبة الى آلاخرين جميعا بمن فيهم زعيم اليمين المتطرف جان - ماري لوبن، على رغم انه خاض الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002 وتظهر استطلاعات الرأي حاليا انه قد يحصل على 13 في المئة من اصوات الناخبين، ذلك انه استكمل العدد المطلوب من التواقيع الاربعاء الماضي فقط. وتمكن يميني اخر من "المتطرفين" هو فيليب دو فيلييه من تخطي هذه العقبة كذلك.
وتأكدت مشاركة ثلاثة ممثلين للتشكيلات اليسارية التروتسكية، كما جرى عام 2002، في السباق الرئاسي في مقدمهم ارليت لاغييه التي تخوض المعارك الانتخابية الرئاسية منذ 33 سنة وهي مرشحة للمرة السادسة وكانت حصلت في 2002 على 5,72 في المئة من الاصوات متفوقة على الشاب اوليفييه بوزانسونوه (4,25 في المئة) الذي يخوض ايضا السباق هذه السنة. الا ان استطلاعات الرأي تفيد ان كلا من بوزانسونوه ولاغييه لن يتجاوز نسبة 2 في المئة، في حين يرجح ان يحصل جيرار شيفاردي من حزب العمال وهو رئيس بلدية اشتراكي سابقا في منطقة ريفية بجنوب فرنسا، على 0,5 في المئة.
وفي المجموع تخوض اربع نساء معركة الانتخابات الرئاسية التي تجرى دورتها الاولى في 22 نيسان المقبل. فالى رويال وبوفيه ولاغييه تشارك مرشحة الخضر دومينيك فوانيه، وهي الوحيدة من دعاة الدفاع عن البيئة التي جمعت التواقيع الخمسمئة لكن استطلاعات الرأي تشير الى انها ستحصل على نسبة 1 في المئة الى 2 في المئة من الاصوات.
وبين المرشحين خمسة وزراء (ساركوزي) او وزراء سابقين (رويال وبايرو وبوفيه وفوانيه).
وتراوح اعمار ستة من المرشحين الـ 11 الذين ضمنوا المشاركة في الانتخابات بمن فيهم الثلاثة الاوفر حظا بحسب الاستطلاعات اي ساركوزي ورويال وبايرو، بين الخمسين والستين، اي ان الفائز سيكون اصغر بكثير من نزيل الاليزيه حاليا جاك شيراك (74 سنة).
وشكا عدد من المرشحين لخوض السباق الرئاسي بمن فيهم المزارع المدافع عن عولمة بديلة جوزيه بوفيه، من الضغوط التي تمارسها الاحزاب الكبرى على رؤساء البلديات على رغم ان عددهم يبلغ 36 الفا في فرنسا، ولا ينتمي الكثير منهم الى اي حزب، كي لا يمنحوا تواقيعهم. واعلن فريق حملة بوفيه ان الاخير جمع 500 توقيع.
كما يتوقع ان يكون مرشح حزب الصيد البحري والبري والطبيعة فريدريك نيهوس تمكن من جمع 30 توقيعا اضافيا في الساعات الأخيرة، في حين لم يصدر أي اعلان عن الديغولي "السيادي" نيكولا دوبون اينيان.
وسيعلن المجلس الدستوري الذي يتلقى التواقيع ويتحقق من صلاحياتها، الاثنين لائحة المرشحين الرسميين.
وتكررت الانتقادات لنظام التواقيع الذي يهدف الى التخلص من الترشيحات غير الجدية، حتى انه سيتعين على الغالبية المقبلة ان تعكف على تعديله. وصدرت اقتراحات عدة لعدم نشر التواقيع او اعتماد نظام تواقيع يعتمد على عدد كبير من المواطنين.