ألاحظ الوجوه "المستطيلة".. المتسربة من ثأر القبيلة، او من "فورة" الدم عندما يصبح البشر زواحف ناطقة، وأتعلم أن "الأزمة" ربما تتركيني وحيدة، فأتعلق بالعشق "المحرم" أو بـ"الاختيار" الممنوع لتصبح "جرائم الشرف" عنوانا انتخابيا يطرق عقول "الوجوه المستطيلة"..

وأراقب "الغرائز" عندما تتلبس "الشرف" فلا تجد سوى قوانين تمنحها "الأمان" كي تستريح من جريمتها، أو تدفن القتل في مساحة القوانين الموروثة من زمن "قدري باشا"، فأقرر أن أخرق الخط الأحمر لأبحث عن "الزواج المدني" والقانون الذي يقدم حماية لاختياري، ثم أدفع نفسي في حمّى الانتخابات التشريعية كي تذوب صورتي مع الإناث اللواتي طحنتهن قوانين الماضي، وجعلت اسمائهن تطوف في الذاكرة، ثم تعيد تشكيل المساحات التي ستحلم بها الإناث مستقبلا...

في رفض جرائم الشرف حماية للذكور من التحول إلى زواحف.. وفي "الزواج المدني" دفع للجميع كي يدخلوا مساحة الحب والعشق والاختيار.. فعندما يراق الدم نعرف أن ثقافتنا لم تتعدى القبيلة وأن "القوانين" لا تحتاج لتعديل، بل لتحول باتجاه "المدينة"، ونحو تقديم حماية للجميع، فهل سأحلم في ترشيح نفسي "افتراضيا" نيابة كل "المقتولات أو الهاربات إلى مساحة الممنوع والمحرم وفق القوانين العثمانية؟!!

ما يرعبني أنني لا أحتمي بالقانون بل بالقدرة على الصبر أحيانا أو الصمت دائما.. وما يرعبني أن القوانين تصبح "مواد" و "إجراءات" في زمن يمكن للعشق أن يبرر الجريمة.. ويمكن للاختيار أن يفتح مجال لـ"الفضيحة"، فالمسألة تتعدى "الحوادث" الفردية التي يمكن أن نرصدها لتشكل نموذجا لاختراق القانون، أو لحماية "فورة الدم" من العقاب الاجتماعي..

وما يرعبني أن "الصورة" الوحيدة لجرائم الشرف هي في تفاصيل الرواية، بينما تخنق الأرواح أو تموت الحرية داخل هذه التفاصيل، ثم يصف البعض "جريمة الشرف" أنها حالة طارئة".. أو يعتبر الزواج بين دينين "مخالفة شرعية".. فمن سيحميني أو يحمي الجميع من تسلط قانون القبيلة..

في "المجال الثالث" .. "الرؤية الثالثة"... أو التيار الثالث لا أستطيع فهم الانتخابات دون هذه الحماية.. ثم لا أستطيع التعامل مع فعل حداثي في ظل حماية "جرائم الشرف".. أو غياب "الزواج المدني" وحضور العمائم كي تمنحني الشرعية... في "المجال الثالث" جرعة حب تجعل العقل يقرأ الحداثة في القوانين التي ستجعل الانتخابات سباقا حقيقيا نحو حماية الجميع..