انتاج اللغة وليس اعادة انتاجها ... ربما كانت كلمة سيف او الاحرف الثلاثة سي أي أف من ابسط الامثلة التي يمكن فهمها حول اضافة كلمة جديدة الى لغة ما ، او بطريقة اخرى اضافة مفهوم مستجد وضروري كي تأخذ هذه اللغة جديتها في مواجهة امور الدنيا وأحوالها.

فكلمة سيف تعني فيما تعنيه: بضاعة واصلة مدفوعة قيمة الشحن لها ومؤمنة (بشركات التأمين) من مستودع الانطلاق الى مستودع الوصول ، وبمجرد قراءة كلمة سيف على ورقة سوف يعرف القارىء انها مجموعة اجراءات مادية وحقوقية واضحة فيما يخص عملية اتجارية مرتبطة عضويا بالمجتمع من الاختراعات الى التصنيع والانتاج الى التخزين الى حالة البنوك الى الشحن ووسائطه المتعددة الى شركات التأمين الى الموانىء والرافعات والتحميل والتنزيل ما يشكل عالما متكملا تكثفه ولا تختصره كلمة سيف ..

بالطبع فان اللغة هذه تنطوي على الكثير من هذه الكلمات المستحدثة والتي تمتلك مقابل عملي ينفذ على الارض ويمارس كطريقة لانجاز وانجاح عملية تجارية عادية ولكنها معاصرة ... يقابلها اي عملية انتاج الكلمة الغاء لكلمات لم تعد انجازية اي لم يعد لها مكان في الممارسة المعاصرة للعلم والمعرفة ، لنكتشف ان اللغة ليست فقط من صنع ايدينا ، بل ومرتبطة بفعاليتنا الانسانية وقدرتنا على الانتاج والتصرف بهذا الانتاج ... اي انها منتج بشري قد لا يصح مناقشته من ناحية الخطأ والصواب بقدر ما تصح مقارنته مع الجدوى منه اي امكانية الالغاء والاسقاط من اللغة ذاتها.

ولعل العامية في اللغات العربية قادرة على استيعاب المتغيرات دون خجل او وجل اكثر بكثير من الفصحى ، لنها منتجة في موقع التفاعل الانساني مع المتغيرات ومنها لغة ومصطلحات الكومبيوتر على سبيل المثال ، ولكن الممارسة الاحتقارية لها من قبل الفصحى والمتفاصحين تجعلها مصدرا تافها وساقطا لأغناء اللغة الفصحى.