عقدت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم حركتي فتح وحماس يوم الاحد اول اجتماع لها، ورفضت كل من الولايات المتحدة واسرائيل التعامل معها، في حين تبدأ وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس نهاية الاسبوع المقبل جولة في الشرق الاوسط تشمل اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وعقد الاجتماع في وقت واحد في غزة ورام الله عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بسبب منع اسرائيل الوزراء من الانتقال بين القطاعين.

وترأس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاجتماع بشكل استثنائي.

وقال عباس "اننا الان في مرحلة جديدة نريد ان تنعكس على امن شعبنا وحياته ورضائه وان تنعكس ايجابيا على علاقتنا مع الدول العربية ودول العالم".

وتسعى الحكومة برئاسة القيادي في حماس اسماعيل هنية الى الحصول مجددا على المساعدات الدولية للفلسطينيين المجمدة منذ شكلت حماس الحكومة السابقة في اذار 2006.

لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سارع الى رفض اي حوار مع الحكومة الجديدة، داعيا المجتمع الدولي الى تبني هذا الموقف بحجة ان الحكومة لا تلبي شروط اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط.

وتشترط اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) لاستئناف مساعداتها ان تعترف الحكومة الفلسطينية بوجود دولة اسرائيل وبالاتفاقات السابقة الموقعة مع الدولة العبرية وان تتخلى عن العنف.

وصوتت الحكومة الاسرائيلية الاحد على استمرار مقاطعة الحكومة الفلسطينية بغالبية 19 صوتا وامتناع وزيرين.

وقال اولمرت "نأمل الا تقع المجموعة الدولية في فخ حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تحافظ على النهج الذي اعتمدته لعزل حكومة ترفض مبادىء اللجنة الرباعية".

وفي واشنطن، قال مستشار الامن القومي في البيت الابيض ستيفن هادلي الاحد لمحطة "سي ان ان" التلفزيونية "نرفض التفاوض مع هذه الحكومة ما دامت ترفض المبادىء" التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية، واضاف هادلي "قلنا بوضوح ان على هذه الحكومة ان تقبل بهذه المبادىء الاساسية التي تشكل ركيزة للسلام في الشرق الاوسط"، داعيا اياها الى "التخلي عن الارهاب، عن العنف (...) والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود".

وعدد هادلي بشكل واضح ما تنتظره الادارة الاميركية من الحكومة الجديدة قبل اقامة اي حوار معها.

واوضح "سنستمع الى اقوالهم وافعالهم ونأمل ان يتخذوا اجراءات مثل الافراج عن الكابورال (جلعاد) شاليت الاسير الاسرائيلي الذي يحتجزونه وانهم سينصرفون الى معالجة قضية العنف ووقف الهجمات بالصواريخ على اسرائيل".

واضاف "اذا اتخذوا اجراءات مماثلة فهذا سيظهر انهم يقتربون من مبادئ اللجنة الرباعية" مضيفا "حتى الان لم يتخذوا اجراءات كهذه".

وفي واشنطن، اشار مسؤول البعثة الفلسطينية في الولايات المتحدة عفيف صاغية الى وجود مؤشرات مشجعة في محادثات سرية تجرى مع مسؤولين اميركيين.

وقال الاحد في تصريح لمحطة "سي-سبان" التلفزيونية "ثمة مؤشرات مهمة ومشجعة. انهم (الاميركيون) يكنون الاحترام للعديد من" الفلطسينيين من دون ان يكشف عن هوية محادثيه او اعطاء فكرة واضحة عن فحوى المحادثات.

وكانت متحدثة باسم السفارة الاميركية في تل ابيب قالت في وقت سابق ان الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع بعض وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون الى حركة حماس التي تعتبرها واشنطن "منظمة ارهابية".

وقالت "سنواصل الاتصالات مع الرئيس محمود عباس ومع شخصيات لا تنتمي الى منظمة ارهابية وتتولى مسؤوليات في حكومة الوحدة هذه".

ورفضت الرئاسة الفلسطينية هذه التصريحات وقال الناطق الرسمي باسمها نبيل ابو ردينة "ان كافة الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية هم معينون من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وينفذون سياسته باعتباره رئيسا للسلطة التنفيذية".

واكد ابو ردينه ان تصنيف حماس على أنها منظمة إرهابية "مرفوض " وقال إن وزراءها موجودون في الحكومة وينفذون برنامج الحكومة السياسي وليس برنامج احزابهم او تنظيماتهم السياسية".

وطالب ابو ردينة "المجتمع الدولي التعامل مع هذه الحكومة التي تشكلت بناء على توافق وطني فلسطيني وحازت على ثقة المجلس التشريعي وهذه الحكومة هي حكومة الشعب الفلسطيني".

واعتبر وزير المالية الفلسطيني سلام فياض ان الحكومة الفلسطينية لا يمكنها الاستمرار من دون استئناف المساعدات الدولية المباشرة التي ادى تجميدها الى ازمة مالية غير مسبوقة.

وكانت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي ابدت السبت "استعدادها للتعاون مع حكومة فلسطينية شرعية تتبنى برنامجا يعكس مبادىء اللجنة الرباعية الدولية".

وعين الرئيس عباس الاحد القيادي في حركة فتح محمد دحلان مستشارا للامن القومي. واصدر مرسوما باعادة تشكيل مجلس الامن القومي الاعلى الذي سيضم للمرة الاولى مسؤولين من حركة حماس. واتسمت علاقة دحلان بحركة حماس بالتوتر الشديد.

وعلى الارض، افاد الجيش الاسرائيلي ان صاروخين اطلقا الاحد من قطاع غزة سقطا في الاراضي الاسرائيلية من دون ان يسفرا عن اصابات.

وسقط احد الصاروخين في جنوب مدينة عسقلان على ساحل المتوسط.

ويأتي سقوط الصاروخين في ظل الهدنة القائمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ 26 تشرين الثاني.

مصادر
سورية الغد (دمشق)