في الطريق إلى المقبرة . كانت تتحدث تلك المرأة لذويها عن سبب تأخرها، معللة إن البعض من قادة الكرد قد زاروهم اليوم مثل الباقين من بيوت الشهداء وتعاطفوا معهم وأشادوا بفعل أبناءهم الشهداء . وأكثر ما أطالت فيه الحديث عنه، هو؛ الاعتصام الذي جرى في دمشق وتم اعتقال وضرب العديد من المعتصمين . ومن جانب آخر كانت لا تريد تصديق رواية مهمة . كيف للإخوة العرب والآشور أن يضربوا ويعتقلوا من أجلهم . وقفت وسئلت مثيلتها هل سنجد هؤلاء هناك اليوم !!! . لكنها أكملت فرحتها وهي تراقب المئات المتجهة إلى هناك حيث ستكون صور أبناءهم الشهداء مرفوعة في انتظار أعين أمهاتهم .

أخيراً وصلوا باب المقبرة في تأخير سمعوا أسماً سيخطب لم يسمعوا به من قبل وسرعان ما ابتدأ بالكلام قائلاً : إن أمهات شهداءنا باستطاعتهن أن ينجبن الآلاف من الشهداء من أجل تحرير كردستان سوريا ( الكلام لمشعل التمو ) . صفقت هي والأخريات بحرارة مثل حرارة الخطاب المرتفع والذي لم يسمعوا بمثله من أحد . فقال بعدها مباشرة : إن هؤلاء أفرغوا معنى الشهادة ونقلوا احتفال شهداءنا إلى دمشق ليجهضوا الانتفاضة هم ومن معهم . هنا يجب أن نحتفل بهم . ازداد التصفيق ورفعت جميع الصور يهتفون بحياة القادة الكرد كلهم – خارج الحدود – كالعادة . كل هذا الجو الاحتفالي لم تغفل أعينهم في التفتيش بين الصور فلم تساعدهم أعينهم في الحصول على الأقل على صورة واحدة من هؤلاء الشهداء .

بعد العناء في البحث عن صور الشهداء، التفتت إحداهن لتقول للأخرى : أختي، ربما اليوم ليس 12 آذار . فنحن لم نسمع أي هتاف يخص – الشهيد – منذ أن تحدث هذا الخطيب الجديد وهو، لا يذكر سوى أسماء أخرى نحن لا نعرف شيئاً عن هؤلاء الشخصيات « المرجعية، إعلان دمشق » التي " يهاجمها " الحمد لله أنه لم يتذكر اسم أي شهيد من أبناءنا . كنّا ( ... ؟ ) مثل هؤلاء، كانت ستأخذنا نشوة التصفيق !!. تعالي نعود أدراجنا إلى حيث جئنا .

يحكى، إن العزف على أغلظ أوتار العود بعناية لا ينفصل البتة في اكتساب الخبرة وتصقيل الإبداع، وربما معرفة ترتيب المفاتيح الصوتية على سلمها الموسيقي تحتاج هي أيضاً بدورها إلى الكثير . ولكن ما نراه الآن، هو الهبوط الكلي إلى أسفل السلم . 12/3/2007 عمم عنواناً يحمل في داخله تناقض اكتنف الكثير من الزركشة الإعلامية . وكان جلياً تلك الكبوة من خلال العنان الذي أطلقه أستاذنا ( مشعل التمو ) باحثاً في خطابه الناري والتحريضي في آن، عن مقاييس بعيدة كل البعد عن النفس السياسي الكردي . أراد تمرير ذلك الخطاب العنيف، والذي مرده أولا : ًالبحث في اقتناص الشرعية في أقل زمن، وإن كانت المزاودة أفصح عنوان لخطابه . ثانياً : قد يتسنى له أن يسحب من بين يدي الساسة الكرد تلك « الفرصة » التي وعبرها مازالت أوراق السيطرة على الشارع الكردي تتأرجح كفتها لصالحهم . ثالثاً : العبور إلى ساحة الأمور الاجتماعية وبالتالي إدارة المفاجآت بممكناته التي لم يعلن عنها . رابعاً : العزف على وتر الشارع الكردي – لاستمالته – خامساً : ازدياد مطرد للزخم الجماهيري الذي، ربما قد يوفره الخطاب الجديد على حساب تهربه من دفع استحقاقاته النضالية راهناً وقادماً .

عذراً منك – الأستاذ فاضل - ماذا لو عدنا إلى تاريخك اللا قديم قليلا ً، إن أردنا التحاور المستفيض في عملية شفافة ربما يكون مدخلا ً يسّهل الكشف الكامل في ما لم تقرأه في خطابك . وللموضوع تتمة ....