قبيل "القمة العربية" ستدخل الحرب في العراق عامها الخامس، ربما لترسم طيفا من الذكريات عن آخر قمت سبقت الاحتلال، وربما كشفت ان مشكلة النظام العربية لا علاقة لها بالآليات السياسية بل بطريقة التفكير السياسي، أو بالقناعة بان "القدر" يرسم دائما ازمات واحتلالات متكررة.

وعندما لاحت الحرب على العراق كان الجميع يملك موقفا متناقضا ما بين نظرته إلى "الحكم" العراقي وإلى "شرعية الحرب"، أما النظام العربية فكان يمتلك "عدم الحيلة" فقط وكأنه ينتظر الحدث، أو يشعر بأن "الاحتلال" ربما سيعيد رسم الأدوار في المنطقة. فالمواقف الدولية كانت على الأقل تستشعر الخطر، بينما أوحى مؤتمر القمة أن مسألة الخطر شأن يتعايش معه الجميع، وربما لا حاجة لقراءته أو دراسته.

وإذا كانت القمة القادمة لا تحمل نفس الصورة لكنها على الأقل تنعقد بنفس "الروح"، فالأزمة بالعراق على ما يبدو "منتشرة"، وهي تغير من التكوين السياسي الشرق أوسطي على الأقل، فالخطر المتشرب إلينا لا يعتمد فقط على مسألة التغير الذي يمكن أن يشكل احتمالات متعدد، لكننا مصرون على احتمال واحد، وعلى صياغة سياسية هي نفسها التي ظهرت قبل احتلال العراق وقبل حرب 1967، وقبل نكبة فلسطين، وربما ستكون قبل انفراط عقد "الثقافة" التي شكلت الجامعة العربية!!

عمليا فإن المشكلة ليست في "الخلافات العربية".. فالخلاف والاختلاف سمة التجمع البشري، ولا تخلو قمة في أي مكان من التباين والاختلاف، لكننا نسوقها على شاكلة القبائل التي يمكن أن تتقاتل بسبب "داحس والغبراء" أو على شاكلة "حرب البسوس".. فالخلاف هنا لم يصبح جزء من الثقافة التي تجمع "الدول العربية"، لأننا على ما يبدو نريد الجميع على قياس واحد، ونريد للرأي المطلق أن يصبح سيدا في أي اجتماعات.

ورغم "الدم" و "الموت" فإن ثقافتنا الاجتماعية والسياسية ماتوزال تحمل نفس الشكل الذي يولد "الاستباحة، ويجعلنا في دائرة "الاحتمال" الواحد، والقائم أساسا على "لمّ الكلمة" أو الشمل يمكن أن يأتي بالاستثارة والنخوة، وأن النصر يمكن أن يكون بالجهاد و "فورة الدم"، في زمن اصبحت الدول والحروب شأنا معقدا أكثر من تفكير البدوي الذي يفكر بـ"الغزو" والمغانم.

بعد أربع سنوات ستكون القمة العربية ربما صورة مكررة، والاحتمال الآخر هو انتقالها إلى مساحة جديد.. ونحن نبحث عن المساحة الجديدة...