الوطن القطرية / محمد ظروف

هناك توقعات لدى بعض المراقبين بأن القمة العربية المرتقبة في الرياض ستكون من أسوأ مؤتمرات القمم العربية حتى الآن في ضوء معلومات شبه مؤكدة تشير إلى ان هناك «اجندة أميركية» ستعرض على القمة وان وزيرة خارجية بوش ستقدم هذه الأجندة الى الرئيس حسني مبارك خلال زيارتها للقاهرة هذا الاسبوع، وبالتالي فإن القلق الذي تبديه بعض الاطراف المعنية بالقمة يصبح مشروعا! ذلك ان تصريحات علنية صدرت عن مسؤولين ووزراء اسرائيليين بارزين طالبوا فيها قمة الرياض بإعادة النظر في مبادرة السلام العربية، التي اقرت في قمة بيروت عام 2003 ومراجعتها جذريا، أي بعبارة أدق ادخال التعديلات الأميركية عليها، التي تطالب بموافقة الدول العربية على خطة توطين الفلسطينيين، والغاء حق العودة لأن هناك استحالة في إعادة أربعة ملايين فلسطيني في المنفى الى فلسطين.

وعلى الرغم من المكابرات والمداولات العربية فإن كل المعطيات تؤكد أنه اذا ما أصرت الإدارة الأميركية على تمرير أجندتها على قمة الرياض ــ وهي راغبة في ذلك ــ فإن معظم القادة العرب لن يعارضوا بل ان البعض منهم سيجد المسوغات الكافية لمثل هذا التدخل الأميركي!

فهل تستطيع الدول العربية ان تتدخل على سبيل المثال لا الحصر في مؤتمرات القمم التي يعقدها الاتحاد الأوروبي؟ بل هل تجرؤ على ذلك؟ فلماذا يطلب من العرب ان يسهلوا التدخل الأميركي؟

إنها مفارقة صارخة برسم قمة الرياض، ولكن كيف يمكن الطلب من قمة مخترقة سلفا ان تغلق نوافذ التدخل الأميركي؟!