الحجاج هو الصورة التاريخية الممزقة لعراق يمتد من الذاكرة إلى المستقبل .. ومن اخترع الحجاج التائه ما بين الخلافة وعمامة أبو مصعب الزرقاوي، وبين سيارات الهمر وطائرات الأباتشي، أو من شكله لونا دائما لعراق يجري في دمنا رغم السيارات المفخخة ..

الحجاج هو الصورة التاريخية الممزقة لعراق يمتد من الذاكرة إلى المستقبل .. ومن اخترع الحجاج التائه ما بين الخلافة وعمامة أبو مصعب الزرقاوي، وبين سيارات الهمر وطائرات الأباتشي، أو من شكله لونا دائما لعراق يجري في دمنا رغم السيارات المفخخة ..

الصورة التاريخية للعراق لم تكتمل بعد .. ومهما كانت المواقف من الانهيار الأمني أو طبيعة "الحدث المقاوم، فإنها في النهاية ستقدم الرؤية لأطراف بقيت تنازع العراق بقاءه. فعندما اخترعنا الحجاج لم نكن ندري اننا نكون تراثا من الدم سيبقى ملازما لنا ..وعندما أعدنا تشكيل ذاكرتنا صادفتنا هجمات المغول والتتر وثورة البرامكة والزنج .. واخيرا "غزوات" الزرقاوي وأحزاب التشتت داخل العراق.

ليس دفاعا عن صورة قاتمة لازمت هذا البلد في مرحلته المعاصرة .. أو حتى عن احتلال أراد تزويدنا بكارثة جديدة تضاف لكوارث لازمت إصرارنا على قراءة التاريخ كما نهواه.

العراق ليس أكراد وشيعة وعربا وسنة .. والتشكيل السياسي للعراق كما يظهر حتى هذه اللحظة مزيج من الدم الذي يريد سحب الطيف الثقافي من أرض قدمت الشريعة الأولى، لكنها غابت عندما أصبح اللون الواحد ثقافة اجتماعية لموطن الحضارات.

أهل العراق ليسوا أهل "شقاق" حسب حكاية ابتكرتها مرويات تاريخية. أهل العراق هم الذين يتحملون اليوم العجز العام، وأخطاء المراحل التاريخية الباقية مادام التاريخ هو مسرح العقل وليس الغد الذي نحلم به.

المعادلة اليوم بسيطة جدا في منطق القتل المزدوج للتنوع الثقافي، فالمعسكرات يفصلها خط واضح من "الكفر" والإيمان وأبواب الله مشرعة باتجاه الجنة .. فلماذا لا ندخل الجميع إلى مرتبة الشهداء والصالحين والصديقين ..

لماذا لا تصبح الشهادة صورة للتشبث بالحياة بدلا من صكوك "غفران" يوزعها التطرف على الشوارع العراقية؟!!!!

مصادر
سورية الغد (دمشق)