سأحاول أن أترك نفسي في عيد الأم.. أو نيروز .. أو عشتار.. على تقبل الربيع كما هو، ثم الدخول في المقاربات التي تهاجمني رغما عني، فأعرف أنني ضد "التكرار" وتقبل الصور كما هي، فأنا لم أختار جنسي، وأصبحت أما بالصدفة، وسأمارس "الصدفة" المستمرة داخل تفاصيل حياتي، ولكنني أحاول كسرها فجأة فأكتشف أن الاحباط سيلفني لأن "خياراتي" تبقى محصورة بحكم "العادة" بقدرة تقبل الآخر لصورتي المتبدلة..

أم بالصدفة.. ومرشحة على مساحة الافتراض بـ"الصدفة" أيضا، ومن الممكن أن تقودني المسافات نحو التصويت دون تخطيط مسبق، فأتعلم أن الحياة تسير اليوم على شاكلة الجميع دون أن ينظر أحد إلى الافتراق الذي يمكن أن يوجد الحياة..
لا أستطيع الحياة دون تكسير اللحظات المتكررة، أو التوقف قليلا عندما يريد الجميع السير بشكل تلقائي، فأشاهد من وراء "الجموع البشرية" صورا مختلفة لوجوه ربما زرعوني من جديد في مساحة الحياة كأنثى وأم و .. مرشحة خارج نطاق الصدفة.. ولا أستطيع الفصل بين الألوان التي أسبح فيها ثم أرسم خياراتي التي تبقى لنفسي طالما أن الآخرين اعتادوا آلية الحياة واعتبار الصدفة قانونا يحكم الجميع.

في نيروز او عيد الأم لا أريد تكرار حكاية عشتار، لأننا نملك صورا جديدة نحاول طمسها في كومة من التراث الذي يتطاير في كل لحظة، لكننا نضيف إليه "كميات" أخرى من الماضي.. وفي أول الربيع أستطيع ترك صوتي كي يعانق الجميع وسط استغرابهم من هذا العشق الهابط دون سابق إنذار.. عشق يحمل معه هم "الحياد" الذي يجعل الحياة بلون الخريف.. وعشق لا يخجل من فرض نفسه .. كاسرا كل القواعد الاجتماعية أو "الانتخابية" لأنها تحمل نفس الوهم الذي يدفعنا نبتعد عن "القراءة" أو "الحلم" أو تحديد ما نريد...

لست أنثى في عيد الأم... فأنا "مرشحة" لمجلس "الخروج عن المألوف".. وخلق "التيار الثالث" الذي يريد الدخول إلى فضاء المستقبل بأخلاق نخترعها بدلا من أن نرثها عن الأجداد..

كل الحياة أمامي.. وكل الخيارات معي حتى ولو كنت أنثى بالصدفة.. وأم دون اختيار.. و "مرشحة" على صفحات الإنترنيت.. فعالمي يخترع نفسه قبل أن ينتشر حلما باتجاه الجميع.