الوطن القطرية / محمد ظروف

ما نشرته صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، من أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك طلب سرا من اسرائيل صيف العام الماضي ان تقوم باجتياح الأراضي السورية لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد مقابل قيام باريس بتقديم الدعم المادي والسياسي لهذه الخطة يشير بوضوح إلى ان الأحقاد والدوافع الشخصية كانت وراء هذا التحريض الفرنسي، وبالتالي فهذا يسلط الضوء على مسألة غاية في الأهمية والخطورة وهي كيف ان المواقف والعلاقات الشخصية لرؤساء الدول تلعب الدور الأكثر خطورة في رسم علاقاتهم وسياساتهم إزاء البلدان الأخرى وذلك بصورة بعيدة أو متعارضة مع مصالح دولهم الحقيقية.

وفي مسألة العلاقة السورية- الفرنسية التي تدهورت خلال العامين الماضيين ووصلت إلى درجة العداء والمواجهة بعدما كانت أنموذجا مثاليا في التعاون والتنسيق نجد انها مثال صارخ على ان البعد الشخصي في العلاقات الدولية ليس مقتصرا على البلدان العربية بل هو يطال حتى الدول الغربية العريقة في رفع شعارات الحرية والديمقراطية والمساواة بين الشعوب، فقد حول الرئيس شيراك علاقات بلاده مع سوريا إلى مسألة شخصية أراد من خلالها الانتقام من الرئيس بشار الأسد الأمر الذي جمد الاتصالات بين دمشق وباريس وأحدث انقلابا كبيرا وخطيرا في الموقف الفرنسي من قضايا المنطقة وتحولت باريس إلى إدارة بيد واشنطن لممارسة الضغوط على دول يفترض فيها ان تكون صديقة لفرنسا باعتبارها رافضة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

وبطبيعة الحال فإن السوريين ينتظرون رحيل الرئيس شيراك ومغادرته لقصر الإليزيه- هذا العام- لكي يستأنفوا علاقاتهم الصحيحة مع فرنسا والتي دخلت في مرحلة المواجهة والأزمة منذ مطلع عام 2005 وحتى الآن.