استكملت السلطات الإسرائيلية صباح الأربعاء جريمة محو قرية طويل أبو جرول في النقب عن الوجود، حيث شنت أذرعها هجوما واسعا على القرية، تم خلاله هدم كل البيوت والخيام والحظائر وتحميل أنقاضها على متن شاحنات ونقلها إلى خارج القرية.

وأفاد شهود عيان أن قوات كبيرة من الشرطة قامت منذ ساعات الصباح بإغلاق المنطقة ومنع الوصول إلى القرية أو الخروج منها، فيما اقتحمت جرافات وزارة الداخلية القرية وعملت على هدم 15 منزلا و11 خيمة وحظائر الأغنام.

وتأتي هذه الجريمة لتكمل مخطط محو القرية عن الوجود، علما انه تم في أربع حملات هدم مشابهة، خلال الأشهر الماضية، هدم 51 منزلا في القرية.

يشار إلى أن جريمة الهدم تأتي بعد أسبوع من الاجتماع الذي عقده وزير القضاء مئير شطريت مع عدد من المواطنين العرب في النقب، حيثت تعهد بحل قضايا الأرض في النقب.. ولكن ما حدث اليوم في طويل أبو جرول يمثل كما يبدو الحل الذي ينوي شطريت تنفيذه.

ونددت لجنة الأربعين بجريمة الهدم في طويل أبو جرول وأكدت أن المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى من الهيئات والقوى والمؤسسات العربية ومنظ مات العمل الأهلي وأعضاء الكنيست هو الوقوف صفا واحدا في مواجهة أشرس واخطر هجمة يواجهها عرب النقب.

وبحسب المجلس الإقلمي للقرى غير المعترف بها جاء أن سلطات الهدم الإسرائيلية مسحت قرية عربية في النقب عن الوجود، دون ان تطرح أي حل بديل لسكانها البالغ عددهم 500 فردا.

وتعد قرية الطويل ابو جرول ساحة لعمليات الهدم من قبل السلطات الاسرائيلية، ففي الآونة الاخيرة وتأتي هذه الحملة الخامسة على القرية خلال فترة وجيزة، حيث لم ترحم هذه الحملة والقائمون عليها لا الشيوخ ولا الاطفال ولا النساء.

وتعتبر عائلة الطلالقة إحدى العائلات التي تملك أراضي واسعة في النقب حيث يزيد عدد الاراضي التي تملكها هذه العائلة عن عشرة الاف دونم كما يقول السيد عقيل الطلالقه رئيس اللجنة المحلية في القرية.

وأضاف " بالرغم من اننا نمتلك هذه الاراضي غير انهم يحرموننا من بناء بيوتنا عليها، وفي سنوات الخمسينيات قاموا بتهجيرنا من أرضنا الواسعة في الطويل الى بلدة اللقية، ونحن اليوم نسكن على أراضي الاخرين في اللقية في ظروف صعبة للغاية من حيث الاراضي. وما كان لنا خيار سوى العودة الى أرض الاباء والاجداد والسكن عليها هنا في الطويل بكرامه وهذا حقنا الطبيعي الذي لا يملك أحد في الوجود حق مصادرته او حرماننا من ارضنا".

اما السيد سلامه الطلالقة فقال " ما جرى لنا اليوم هو الارهاب بعينه، والا كيف نفسر ان حكومة تتجرأ على هدم بيوت المواطنين العزل وتركهم في العراء دون مأوى فان لم يكن هذا ارهابا فما معنى الارهاب اذا"..

وأضاف الطلالقة " هذه المرة الخامسة التي يقومون بهدم بيوت لنا في قرية الطويل لكننا مصممون على البقاء والدفاع عن ارضنا وبيوتنا بكل الطرق المشروعة، ومخطئ من يظن ان مثل هذه الافعال الاجرامية تثنينا عن التجذر في أرضنا والعيش فيها بكرامة، هذه القرية كانت حتى عام 1948 عامرة باهلها وباسواقها ومدارسها وهذه المقبرة تشهد على تجذرنا في أرضنا"..

وقال حسين الرفايعه، رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، والذي تواجد في ساعات الصباح الباكرة في قرية الطويل، معقبا على عملية الهدم: " اسرائيل تدعي انها تعاني من الارهاب وما قامت به اليوم يعتبر ارهاب دوله ضد مواطنين عزل يسكنون في أرضهم ووطنهم، وما قامت به أذرع الحكومة هو وصمة عار، فقد محت قرية كاملة عن الوجود".

وأضاف إن تصريحات وزير الداخلية بأن وزارته تنوي هدم 42 الف بيت عربي في النقب بحجة انها غير مرخصة تعد تصريحاً مدسوساً، علما ان الوزير ووزارته تمنع ترخيص البيوت في القرى غير المعترف بها، ولم تجد حلولا للناس في هذه القرى.

وناشد الرفايعة جميع الأطر تقديم التبرعات من أجل إتاحة الفرصة امام السكان لاعادة بناء البيوت التي تهدم كي يجد الناس مأوى لاطفالهم.

كما ناشد الاهل المشاركة الفعالة في الفعاليات ضد هدم البيوت، ودعوة الاهل في النقب للتضامن مع عائلة الطلالقه وبدون هذه الوقفة ستجهز السلطات على ما تبقى من الأرض.