الرأي العام

يقول خبراء ان السعوديين وعرب الخليج الاخرين، يزيدون اسهاماتهم الخاصة للمتشددين السنة في لبنان، مما قد يغذي عنفا جديدا في صراع اقليمي متنام بين السنة والشيعة. ويؤكد مسؤولو استخبارات اميركيون سابقون ومحللون مستقلون، ان اخر تدفق للاموال بدأ في ديسمبر الماضي، في محاولة لخلق ثقل مقابل لـ «حزب الله». وينظرون الى الامر على انه جزء من جهود السعودية لتعزيز الاسلام السني في مواجهة النشاط الشيعي المتنامي في الشرق الاوسط وافريقيا.
واضاف مسؤول استخبارات سابق بارز يراقب الشرق الاوسط عن كثب: «هناك اموال سعودية تتدفق على جماعات سنية متطرفة لنية محددة هي مواجهة الشيعة وحزب الله في لبنان».
وجاء حديث المسؤولين السابقين الذي تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، منسوبا الى مسؤولين سعوديين وسوريين. لكنهم رفضوا ان يكونوا اكثر تحديدا في ما يتعلق بمصادر معلوماتهم. وأحجموا أيضا عن تحديد مبالغ الاسهامات في دولة معروفة بالتهريب والحدود التي يسهل اختراقها. غير ان محللا قال ان المبالغ يمكن ان تصل الى ملايين الدولارات.
وفي لبنان، اثارت التبرعات للجماعات السنية المتشددة الاخذة في البروز مخاوف من نشوب صراع طائفي واحتمال بروز مركز جديد للتطرف المناوئ للغرب. وقال اسعد ابو خليل، وهو خبير في الشؤون اللبنانية في جامعة كاليفورنيا «لبنان على شفا حرب حرب اهلية». واضاف: «الخطورة ان لبنان يرجح ان يبرز كمكان يمكن ان تجد فيه القاعدة ومن يقلدونها ملاذا».
وعزز نجاح «حزب الله» ضد اسرائيل في الصيف الماضي، الجماعة المتشددة في وقت ينتعش فيه نفوذ مساندتها الرئيسية ايران في الشرق الاوسط.
وكثف السنة العرب من الخليج الذين دأبوا على تمويل قضايا السنة في لبنان منذ الثمانينيات دعمهم بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 2005.
وفي اخر تدفق للاموال، ذهبت اسهامات الى جمعيات خيرية ومؤسسات يديرها السنة.ولكن خبراء يقولون ان مبالغ كبيرة ايضا اعطيت لجماعات متشددة في شمال لبنان ووادي البقاع ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
واعلن مسؤولو استخبارات سابقون ومحللون مستقلون، ان بين الجهات التي تقلت الاموال «عصبة الانصار» التي تصفها الخارجية الاميركية بانها جماعة ارهابية فلسطينية مرتبطة بشبكة «القاعدة». وقالوا ان اموالا ايضا ذهبت الى «فتح الاسلام» التي اتهمت بتفجير حافلتين في جبل لبنان في فبراير الماضي.