كيف أستطيع الانتقال ما بين "طيف" وآخر... فعندما "أبوح" بنفسي أتحرر من "نرجسية" الأنثى، او من امتياز كان يتراكب فوقي فيمنحني الغرور ويسلبني الاختيار,,, ففي التفكير أسبح ما بين الحدث وداخلي، أو بين "العشق" و "الحدث العام"، فأرى حلما يقودني نحو التفاصيل التي أركبها ثم أبحث في داخلها عن الشخصية الجديدة..

وفي الحرية روح من الاختيار.. سواء كان حدثا أو تفكيرا خارج المعتاد، فأتعمد التوقف عند "الانتخاب" لأرى خلاصة مسلوبة، فما يرافقني هو خارج الحديث عن الأدوار او المرشحين، أو حتى مساحة الحرية التي يعتقد البعض أنها مرتبطة بـ"صندوق الاقتراع"..

ربما أضطر للاعتذار أحيانا لأنني تجاوزت مساحتي، أو أوحيت للبعض بأن العالم قائم على الاقتسام ما بين أنثى وذكر، بينما لم أفكر يوما بأنني قادرة على التوقف على حد فاصل في اقتسام الجنس أو الحب أو حتى "أصوات المرشحين"، فما يجمعني هو اكتمال "الحياة" مهما كانت التفاصيل داخلها، وما يجعلني أقفز على مساحات الاختيار المختلفة أن "الانتخاب" يقودني نحو ثقافة منوعة لا تتوقف على حدود الحدث.. وعندما أستطيع التعامل مع هذا "الاختيار" فسأكون قادرة أيضا على التخلي عن كل "الموروث" الاجتماعي أو السياسي أو حتى "العرف" الذي لا يحكم "الانتخاب"، إنما يحاصرني في كل لحظة.

كل التفاصيل أمامي.. أو التحليلات التي تكتبني من جديد.. وخلفي مساحة من التنظيرات السياسية أو حتى الثقافية، لكنني في النهاية لا أرى اللون الانتخابي حالة طارئة على حياتي، فمعركتي اختيار.. وقدرتي على كسر المعقول هي في النهاية ارادة متقلبة تضعني في كل احتمالات الحياة..

هل أتعبني الحديث .. أم أنني مضطرة كل صباح لوضع قاموس اكتمل منذ اليوم الثاني الذي قررت فيه "البوح" .. قاموس لا يستطيع احتواء أكثر من مجموعة من الكلمات التي تنتقل على أطراف الحرية، ثم لا تعجز عن الدخول فيها، لكنها لا ترى الحرية إلا في الآخرين...

انتخابات أو عشق أو قلق.. وتنعدم المسافات أمامي لأنني أعيش التفاصيل فأعشقها، وأقرر أن الحياة هي بالآخرين.. بالقطيعة عن العزلة أو بمضاجعة التنوع... فالاختيار لا يقف عند حدود الانتخاب لأنه مسألة أعيش معها وربما لها، ثم أراها في "المعرفة" التي ترغمني على الاستمرار.