طبعا لن نخشى شيئا في الدور التشريعي القادم، وعلينا بالفعل أن نكسر القلق الذي يمكن أن يغتالنا ونحن نفكر بالمستقبل، لأن مجلس الشعب القادم ربما سيكون فيه "أبو نصوح" وهو أمر غير عادي بالنسبة لنا.. فمن منا لا يعرف أبا نصوح بصورته التي افتتحت العملية الانتخابية..

وربما علينا ان لا نتسرع كثيرا فحتى عندما لا نعرفه للوهلة الأولى، لكننا بلا شك سنعود بشكل سريع لنتذكر تاريخ "الأبوات" طالما أن كل "رجال" الأحياء يجب أن يحملوا لقب الأب.. وأبو نصوح واحدا منهم لذلك فهو أكثر من مشهور، وهو أيضا يدفعنا للطمأنينة لأنه افتتح الترشيح بضمانة واضحة فهو "أبو" بالدرجة الأولى وحريص على هذا اللقب الذي يلخص كل التراث بكلمة واحدة، وبالدرجة الثانية هناك "نصوح" الذي يكلل نجاحته بـ"العائلة" والنظام الاجتماعي الأبوي..

وضمن الخطوة الأولى فعلينا أن نشكر "أبو نصوح" لأنه سبق الجميع في تقرير شكل الحملة الانتخابية، كما أنه أعادنا أربع سنوات للوراء، وأنهى قلقنا من أي برنامج انتخابي منتظر لأن "الثبات نبات" فلا حاجة لأي مظهر أو محتوى يدعونا لانتخابه.. ولا حاجة لأن نتعب أنفسنا في مقارنة البرامج الانتخابية، او تحليل محتواها، أو حتى معرفة "الجمهور" الذي يخاطبه المرشح، والخلاصة أننا على سوية واحدة امام أبو نصوح ولن نتفاجئ كثيرا عندما سيظهر "أبو سميح" كمرشح آخر يقضي نهائيا على قلقنا تجاه المستقبل.

لكن للمقاربة فقط، فإننا نستطيع أن نسأل ماذا لو ظهر مرشح جديد نسي أن يضع "أبو فلان"، أو حتى سقط سهوا من ملصقاته عبارة "صوت الشباب" أو "صوت الحق" أو غيرها من أساسيات "القضاء على قلقنا.. وافتراضيا أيضا يمكن أن يشطح الخيال بنا نحو مرشح يقرر أن يقدم برنامجا على أساس افتراضي أيضا بأن دمشق ستصبح العام القادم عاصمة للثقافة، فيعقد قبل ترشيحه "ورشات عمل لدراسة هذا الموضوع"، قبل أن يتحفنا بصورته أو يحجز كافة "اللوحات الطرقية" لصالح حملته حتى نهاية الانتخابات.. هذا الخيال لا يخطر على بال "أبو نصوح" لأنه يخاطب "حياديتنا" المضمونة، أما الآخر فهو بلا شك سيتعبنا... والخيار لنا، لكننا في النهاية سنطمئن لأبو نصوح لأنه على طراز الجميع، أما المرشح الآخر فهو "خيال" و "افتراض" لا غير.

مرة أخرى شكرا لـ"الثبات" الذي قدمه لنا أبو نصوح في بداية الحملات الانتخابية قبل أن ينهمر "الأبوات" داخل شوارع المدينة فنقتنع أن قلقنا لا حاجة له طالما أننا وضعنا ثقتنا بتراث انتخابي مستمر.