لا شك أنه التشويق.. أو ربما "أحجية" على طريقة الفضائيات العربية التي أمتعتنا ببرامج المسابقات، فعندما تظهر لوائح فارغة، فإننا بالفعل علينا الانتظار، والترقب وربما التشاور مع جيراننا حول هذا الابتكار الذي ظهر من "الإبداع" الجديد... وبالطبع فإننا مسرورون لأن بعض اليافطات كتبت باناقة "اسم اللائحة" دون اسماء المرشحين، لأن هذا الإجراء سيزيد من حماسنا، ورغبتنا في تتبع الحدث الانتخابي..

ويزداد التشويق مع معرفتنا بان هناك "صناعي" رشح نفسه، فسمة "الصناعي واضحة تماما وهي تغني عن أي برنامج، وبالطبع فمن طابع التشويق لم يفصح الصناعي عن منتجه، سواء كان بسكويت أطفال أو ربما مدافء تعمل على المازوت، ومهما يكن فإنه "صناعي" وهذا يكفينا لنشعر باستقرار داخل السوق العالمي.

وما بين "الصناعي" واللائحة الفارغة لا بد لنا من التوقف للحظة عن هذه الثقة التي يشعر بها المرشحون تجاه المجتمع، فاهتمامهم تعدى حقوق المواطنة، وربما أضاف حقا جديدا متعلقا بـ"حق المتعة" في مشاهدة ظهور الأسماء كمسلسل تلفزيوني يحمل التشويق والترقب.. فنحن بالفعل متفاجئون بقدرة الابتكار التي يمارسها المرشحون.. ونحن أيضا ننتظر يوم الانتخاب بفارغ الصبر متابعين "الصراع الدرامي" بين المرشح وحملته.. لأنه حالة متنقلة ما بين "الصناعي" و "صوت الشباب" واخيرا يوجه خطابه على نفس اليافطة وبشكل يجعل من العسير الوصول إلى اسم المرشح.

في الانتخابات القادمة علينا بالفعل منحة الثقة لفريق المرشحين المكلف بالبحث والاستقصاء داخل المجتمع كي يوجه الرسالة الانتخابية، فهو اختار نظام التشويق أحيانا والأحجية أحيانا اخرى، ولاندري هل كانت نتائج البحث داخل المجتمع توصل إلى أن فهم المجتمع "أحجية".. أو ربما وجد الباحثون أن "رسالة التشويق" تعبر عن "احتياجات" الجمهور.. حقيقة لا نعرف "الوسائل" البحثية التي يستخدمها فريق الحملات الانتخابية للمرشحين.. لكننا متأكدون انهم مزودون بنظريات كسرت كل المظاهر القديمة في العالم للرسائل الموجه للجمهور، فتخلت عن الوضوح والتحديد لأنهما على ما يبدو ينتميان للمدارس القديمة في نظريات الخطاب الإعلامي.

حملة الانتخابات تبدو صورة هامة اليوم على مساحة من حياتنا ونحن ننتظر حل الأحجية والوصول إلى ذروة التشويق!!!