النهار

أحمدي نجاد لا يحضر الجلسة ولكن "لا تراجع"

تتجه الأنظار اليوم إلى نيويورك، ليس فقط لأن مجلس الأمن سيصوت على مشروع قرار جديد يتعلق بإيران، بل لمعرفة ما إذا كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيتمكن من الوصول إلى المدينة لمخاطبة المجلس والدفاع عن البرنامج النووي الايراني. وهذا التسارع للتطورات سجل بعد جهود مكثفة انضمت إليها روسيا لتقريب وجهات النظر بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، وجنوب افريقيا التي ترئس مجلس الأمن هذا الشهر وقطر واندونيسيا، وبناء على ذلك تقرر ان يصوت المجلس على المشروع اليوم.
وافاد ديبلوماسي في مجلس الأمن ان أحمدي نجاد سيصل إلى مطار جون ف. كينيدي في نيويورك السبت الاولى فجراً (الخامسة فجراً بتوقيت غرينيتش) لمخاطبة مجلس الأمن في وقت لاحق. وكان الرئيس الإيراني قال الخميس إن لديه "اقتراحات جديدة". وصرح امس: "في الماضي، قدمنا اقتراحات جيدة إلى الأوروبيين، لقد اقترحنا عليهم إنشاء كونسورسيوم ودعوناهم إلى برنامجنا وإنتاج الوقود في ايران ولم يولوا الأمر الاهتمام المطلوب واعتقدوا انه دعائي وأننا سنتراجع، ولكن لم نتراجع لن نتراجع، عن البرنامج النووي".
غير ان المندوب الإيراني لدى الامم المتحدة جواد ظريف اوضح انه "يستحيل" ان يصل احمدي نجاد الى نيويورك في مثل هذا الوقت المبكر. وأكد مسؤول في طهران ان الرئيس لن يتمكن من حضور جلسة مجلس الأمن بسبب التأخير الاميركي المتعمد في منحه تأشيرة دخول.
وقبل ذلك، دار جدل بين طهران وواشنطن على خلفية اتهامات بالتأخير في اعطاء التأشيرات. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك صرح بأن الإدارة الاميركية سلمت امس تأشيرات دخول الرئيس الايراني واعضاء الوفد المرافق له إلى السلطات السويسرية، علماً أن بعض الطلبات لمرافقي أحمدي نجاد لا يزال قيد الدرس لانه سُلّم ناقصاً. وأضاف ان الرئيس الإيراني "حصل على تأشيرته. لا أعرف ما اذا تسلمها من الممثل الايراني (في برن)، لكنه حصل عليها. يمكنه تالياً القدوم الى الامم المتحدة والتحدث امام مجلس الامن اذا شاء". اما التأشيرات الأخرى، فإن "مسؤولينا في برن يعملون في أسرع وقت ممكن لاصدارها بصفتنا الدولة المضيفة" للأمم المتحدة.
وكان الوفد الايراني قدم 39 طلباً للحصول على تأشيرات، 13 منها ديبلوماسية و26 لأعضاء الفريق الامني. ثم قدم طلب آخر للحصول على 33 تأشيرة للوفد المرافق. ووافقت وزارة الخارجية الاميركية على الطلب الاول. غير ان السلطات الإيرانية اشتكت من بطء الإجراءات، متهمة الإدارة الاميركية بالمماطلة لمنع احمدي نجاد من التوجه الى مجلس الامن. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس اراغشي قال إن التأشيرات لم تسلم "على رغم كل الوعود ويبدو ان المسؤولين الاميركيين يضعون عراقيل لمنع حضور الرئيس الى مجلس الامن لتوضيح الوقائع والمواقف".
وكانت الدول الست أدخلت سبعة أو ثمانية تعديلات على مشروع القرار استجابة لطلبات من اندونيسيا وجنوب افريقيا وقطر. غير ان المندوب الافريقي الجنوبي لدى الأمم المتحدة السفير دوميساني كومالو قال ان التعديلات لا تستجيب لكل مطالب بلاده وقطر.
وأمس قامت روسيا بمبادرة جديدة لضمان اعتماد القرار بالإجماع، مقترحة إضافة فقرة الى المشروع تأمل في ان يساهم "حل المشكلة النووية الإيرانية في الجهود الدولية لمنع الانتشار النووي، بما في ذلك الشرق الأوسط". والغاية من ذلك اقناع اندونيسيا وقطر بالانضمام إلى جبهة مؤيدي القرار، وكانت هاتان الدولتان تريدان ان يدعو القرار إلى ان يكون الشرق الاوسط "منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل".
وفي إطار ديبلوماسية اللحظات الأخيرة، اتصل وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بنظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالرئيس الافريقي الجنوبي ثابو مبيكي. وحذر الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو من ان اعتماد عقوبات صارمة يمكن ان يؤدي الى عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، مشيراً إلى اتصاله هو أيضاً بمبيكي واحمدي نجاد.
ويشدد المشروع في صيغته الأخيرة على تصميم المجلس على "إعطاء قوة لقراراته من خلال تبني خطوات مناسبة لإقناع إيران الالتزام القرارات السابقة ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولتقييد تطوير إيران لمثل هذه التقنيات الحساسة في دعم برامجها النووية والصاروخية". وتشير إلى ان المجلس سيجمد تنفيذ بنود القرار إذا علقت إيران تخصيب الأورانيوم.
واستبق الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني القرار الجديد بالتأكيد ان ايران "ستقاومه"، ودعا إلى الدفاع عن حق بلاده في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية بواسطة ديبلوماسية "مدروسة وعصرية". واتهم مجلس الأمن بـ"الغطرسة والاستبداد" في التعامل مع بلاده. ووصف حق النقض "الفيتو" بأنه "من الأشياء الأكثر ظلماً التي منحتها البلدان المالكة لها لنفسها ويؤشر للتمييز اللاإنساني في المجتمع الدولي". وحذر الولايات المتحدة من شن أي هجوم على بلاده، قائلاً إن "الهزيمة النكراء في لبنان لم تلقنكم درساً بل تحاولون القيام بمغامرات أخرى".