قال مراقبون في دمشق إن الموقف الرسمي السوري الذي سيعرضه الرئيس بشار الأسد أمام القمة العربية في الرياض سيجمع بين المرونة والحفاظ على ثوابت السياسة السورية، لأن دمشق معنية بإنجاح القمة وبتصفية كل ذيول خلافاتها السابقة مع بعض الدول العربية، على قاعدة احترام متبادل لوجهات النظر، وتحييد الخلافات المتبقية، بحيث لا تؤثر سلباً في العلاقات بين الدول العربية، مع الإشارة إلى أن الحوارات العربية التي تكثفت قبل انعقاد القمة سهلت الوصول إلى قواسم مشتركة حول أغلبية القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة. وينطلق الموقف السوري حيال لبنان من دعم الحوار الوطني اللبناني، وصولاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية، تبت بموضوع المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وقانون انتخابي جديد، والحفاظ على أمن واستقرار لبنان، لما يمثله من مصلحة لكل اللبنانيين وسوريا. وسترفض سوريا طلب نشر قوات من الأمم المتحدة “يونيفيل” على الحدود السورية اللبنانية لأنها تتعارض مع نص قرار مجلس الأمن 1701 الذي حصر عمل “يونيفيل” كقوات لحفظ السلام في جنوبي لبنان. كما أن توسيع صلاحيات هذه القوات ونشرها على الحدود سيؤدي إلى توتير العلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين.

وستؤكد دمشق دعمها المطلق لاتفاق مكة المكرمة الذي وقع بين حركتي المقاومة الإسلامية حماس وفتح، ودعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والمطالبة بإصدار قرار واضح من مؤتمر القمة العربية بفك الحصار فوراً عن الشعب الفلسطيني، ودعم حكومة الوحدة الوطنية بما يؤمن لها مظلة سياسية واقتصادية.

وستؤكد دمشق أن أولويتها هي الحفاظ على العلاقات العربية العربية، وأن علاقتها مع إيران ليست على حساب العلاقات السورية العربية، ومبنية على منظور سوريا لتوظيفها وتطويرها لمصلحة القضايا العربية والإسلامية المشتركة. ومن أجل إغلاق الباب أمام أي تفكير أمريكي لشن اعتداء عسكري على إيران، ترى دمشق أن صدور قرار عن القمة العربية يدين احتمال قيام مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة، ويؤكد حق إيران وكل دول المنطقة في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، ورفض قرارات عزل إيران والتهديد بفرض عقوبات عليها، وحل القضايا الخلافية بالطرق الدبلوماسية، سيؤثر في الحسابات الأمريكية، ويردع إدارة جورج بوش عن خوض مغامرة عسكرية جديدة، ترى دمشق أنها ستدفع المنطقة برمتها إلى مزيد من التدهور والفوضى الأمنية والسياسية.

وتنطلق الرؤية السورية بشأن العراق من أن الحلول العسكرية والأمنية غير ممكنة، وكلها جربت ووصلت إلى طريق مسدود، والحل الوحيد الممكن هو السياسي بإنجاح المصالحة الوطنية العراقية، والمدخل إلى ذلك خطة عربية متكاملة لمساعدة العراقيين على استعادة استقلالهم ووحدتهم الوطنية، تقوم على أساس جدولة رحيل قوات الاحتلال، وإعادة بناء مؤسسات الدولة العراقية على أساس غير طائفي، وإعادة النظر بالدستور بما يضمن مصالح كل أبناء العراق، ويحفظ حقوقهم.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)