‏ الديار

موسى أكد عدم إجراء أي تعديل عليها

اجرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس محادثات في اسوان مع وزراء خارجية ‏الرباعية العربية ورؤساء الاستخبارات في هذه الدول، في محاولة لاعادة طرح المبادرة ‏العربية للتفاوض خلال قمة الرياض. في هذا الوقت غادر امين عام الامم المتحدة بان كي مون ‏القاهرةصل مساء الى اسرائيل حيث بحث مع وزير الدفاع عمير بيرتس مسألة الاسرى ‏الاسرائيليين لدى حزب الله وتطبيق القرار 1701.‏فقد اجرت رايس محادثات مع وزراء خارجية مصر والمملكة العربية السعودية والاردن ‏والامارات العربية المتحدة والتقت ايضا رؤساء اجهزة الاستخبارات في هذه الدول الاربع التي ‏باتت تعرف بـ «اللجنة الرباعية العربية».وتاتي محادثات رايس في اطار تحرك دبلوماسي واسع يسبق القمة العربية المقررة في الرياض في ‏الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري.‏ومن المقرر ان تلتقي رايس الرئيس المصري حسني مبارك في اسوان اليوم الاحد.‏ وتسعى واشنطن للحصول على دعم دول اللجنة الرباعية العربية لاعطاء دفع جديد لمبادرة ‏السلام العربية التي اطلقتها قمة بيروت عام 2002 وتطالب اسرائيل بادخال تعديلات عليها.‏وتنص هذه المبادرة على اعتراف الدول العربية باسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية الى ‏حدود 1967 وقيام دولة فلسطينية وتسوية مسالة اللاجئين الفلسطينيين.‏وكانت اسرائيل رفضت حينذاك المبادرة كما انتقدتها الولايات المتحدة.‏ لكن في الفترة الاخيرة تحدث مسؤولون اسرائيليون عن عناصر «ايجابية» في هذه المبادرة التي يمكن ‏اعتمادها نقطة انطلاق للمفاوضات شرط ان تحدد عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مناطق يسيطر ‏عليها الفلسطينيون وليس الى اسرائيل.ورفضت مصر والجامعة العربية ادخال تعديلات على مبادرة السلام العربية.‏ وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس اثر لقاء مع الامين العام للامم المتحدة ‏انه ليس هناك من سبب يدعو العرب «الى تعديل المبادرة العربية لتصبح اقل ايجابية واقل ‏موضوعية» خصوصا انه ليس هناك من مؤشرات على «توجه جاد» من الاسرائيليين نحو استئناف ‏ية السلام، مضيفا «سنستمر في مد ايدينا على اساس المبادرة العربية».‏ وكان بان كي مون بحث صباح امس مع الرئيس مبارك الملف الفلسطيني اضافة الى الاوضاع في ‏العراق ولبنان ودارفور. وسيلتقي رايس في القدس المحتلة اليوم.‏ودعا بان كي مون حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الى الاستجابة لشروط المجتمع الدولي ‏الثلاثة وهي الاعتراف باسرائيل والالتزام بالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف.‏وقال بعد لقاء مع الرئيس المصري «اجدد ترحيبي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وننتظر ان ‏تستجيب هذه الحكومة لتوقعات المجتمع الدولي من اجل احلال السلام والامن في المنطقة».‏واوضح انه سيجتمع خلال هذه الجولة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيري الخارجية زياد ‏ابو عمرو والمالية سلام فياض المستقلين ولكنه لن يلتقي رئيس الوزراء المنتمي لحركة ‏المقاومة الاسلامية حماس اسماعيل هنية.وتعتبر رايس ان المبادرة العربية قد تسمح بتوفير ظروف ملائمة لتحريك المفاوضات ‏الفلسطينية الاسرائيلية التي تراوح مكانها منذ قرابة السبع سنوات.‏وقالت رايس انها تأمل في اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بالموافقة على بحث مجموعة مشتركة ‏من القضايا ذلك في الوقت الذي توجهت فيه الى الشرق الاوسط وسط شكوك ازاء التزام ‏الولايات المتحدة بالسعي من اجل السلام.وقال في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحافيين انها تأمل ان تجد الدول العربية سبيلا لتتابع ‏بنشاط مبادرتهم للسلام التي اطلقوها عام 2002 والتي من المتوقع ان تعيد القمة العربية ‏التأكيد عليها هذا الاسبوع.ويرى محللون إن الظروف غير ملائمة لإحياء عملية السلام في ضوء الخلافات بين الفلسطينيين ‏والضعف السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مما يجعل كلا الطرفين غير مهيأ ‏للتفاوض.وقالت رايس «هدفي الاول الان هو تأسيس الية نهج مشترك يمكنني استخدامه معهم على التوازي ‏بحيث يمكننا تناول نفس القضايا. هذا فعلا هو الاساس الان. ستكون هذه الرحلة ناجحة ‏بالنسبة لي اذا استطعت التأكد من ان لدينا الان منهجا مشتركا للتحرك قدما الى الامام».وقالت انها تأمل بأن يوافقوا على بحث قضايا -مبدئيا من خلال مسؤولين اميركيين يترددون بين ‏الجانبين -مثل الامن او كيفية تحديد الاطر لدولة فلسطينية قادرة على الاستمرار.‏واعلن مون انه ليس لديه خطط للاجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية.‏ وقال «سوف أجتمع مع الرئيس محمود عباس واعضاء آخرين في الحكومة. وفي هذه المرة فانني اقول ‏ان جدول مواعيدي لا يشمل الاجتماع مع رئيس الوزراء هنية».‏وقال انه قد يجتمع ايضا مع وزيري الخارجية والمالية الفلسطينيين اما في حضور عباس أو في ‏اجتماع منفصل. والوزيران مستقلان لا ينتميان لحماس أو حركة فتح التي يتزعمها عباس.‏ووصل مون مساء امس الى اسرائيل. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس في استقباله في ‏مطار بن غوريون الدولي قرب تل ابيب حيث اجريا محادثاتهما الاولى.‏واعلن مسؤول امني كبير ان المناقشات ستتناول الافراج عن الجنود الاسرائيليين الثلاثة ‏المحتجزين لدى حزب الله واستمرار تهريب الاسلحة عبر الحدود اللبنانية السورية وتطبيق القرار ‏‏1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي انهى حرب الصيف الماضي بين اسرائيل وحزب ا.‏ واوضح المصدر ان «عمير بيريتس سيلح على اهمية تشديد العقوبات بحق ايران» مضيفا ان طهران ‏تلعب «دورا حاسما» في اعادة تسليح حزب الله وحماس في قطاع غزة.