"اذهبوا للقاء مرشحيكم وأرهقوهم بالأسئلة, و ألقوا عليهم المسؤولية، وتحققوا من أدائهم. وعندما تعود الانتخابات من جديد، إذا لم تكونوا راضين عنهم, شجعوا أولئك الذين استحقوا ثقتكم للتقدم لنيابة جديدة. ماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك ؟"

هي ليست مقالا من صحيفة محلية سورية، لأنها كلمات معاون السكرتير العام السابق في منظمة الأمم المتحدة "هانس كريستوف فان سبونك"، اقتبسناها من مقابلة مع شبكة فولتير نشرتها سورية الغد مترجمة (22/3/2007)، وهي أيضا صورة لاستكشاف المساحة الخطرة في موضوع الانتخابات، ورغم ان "سبونك" لم يكن يقصد الانتخابات التشريعية السورية، لكنه رسم صورة الناخب كما يراها، أو كما يتعامل معها كموضوع يترتب عنه نتائج تمس حياة المواطنين، وربما كان عليه أن يرى جزء من "الحملات الانتخابية" كما اعتدنا النظر إليها، ليدرك ان مسألة إلقاء الأسئلة او إرهاق المرشح تبدو اكثر من غائمة.

كيف يمكن ان نرهق مرشحا قرر بشكل مسبق صورته الملطقة والعامة؟ وهل يمكن التحقق من أداء أي عضو سابق في مجلس الشعب ونحن لانملك مقياسا يمكن ان نضعه أمامه، فهو دخل المجلس بعنوان عريض، ويريد العودة في الدور التشريعي القادم ربما بلائحة تحمل صورة "زهور دمشقية" افتقدناها بعد أن تقلصت "غوطة دمشق" بينما لم تتقلص مساحة حلم مبدعي الحملات الانتخابية؟

والموضوع هنا يتعدى الأشكال التي نراقبها أو نتحدث عنها، لأن الموضوع الانتخابي ينقلنا بشكل سريع إلى كل القضايا التي نجابهها، فنحاول ان نقرأ في الصور التي تجابهنا "الهم الاجتماعي" الذي سيحمله المرشح، وهو هم لا يتعلق بـ"القيم والأخلاق" كما تقدمه "اليافطات" التي بدأت تغطي المدينة، لأنه يرتبط بتفاصيل حياتنا وليس بافتراض أننا نعيش زمن الخمسينات بعناوين "صوت الشباب" أو "صوت الحق"، لننا نريد "صوت البيئة" و "لائحة حلول البطالة".. و "مجموعة إنهاء ازمة السير".. وفي النهاية نريد مرشحا يرى "الإنسان" كما هو لا كما يتخليه "مبدعو" حملته الانتخابية. ونريده أن يرى سورية بتفاصيلها وليس بشعار لم يعد يملك اي تصور ذهني...

حاولوا أن تلقوا على المرشحين الأسئلة التي تصفعنا في كل لحظة ونحن نجوب الشوارع... تحدثوا عن عمومية "الحملات الانتخابية" للمرشحين التي تخاطب عواطفنا بدلا من مصالحنا.. وأخيرا لن نتعب من محاولة رسم صورة انتخابية حتى ولو جابهتنا اليافطات بمساحات فارغة.. أو استقبلنا البيانات بمقاطعة "البعض" للانتخابات.. لأننا نواجه اليوم مصير سنوات أربع قادمة نريدها كما نحلم وليس افتراضا مرسوما على اللوحات الانتخابية.