قال الناشط و المعارض السوري أكرم البني أنه كان يحبذ عدم مقاطعة الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب كموقف شخصي و أنه في الأساس قال " نعم للمشاركة" , و دعا - و هو العضو البارز في "إعلان دمشق " - الناخبين إلى التصويت الفاعل لصالح من يرفع شعار "إلغاء حالة الطوارئ و الأحكام العرفية" , و شجّع المقترعين على الوقوف وراء كل من يدعو " لحرية الرأي و التعبير في هذا البلد , و يدعم حرية النشاط السياسي و تفعيل المجتمع".

و بالرغم من أنه شكك بامكانية وجود مرشحين قد يعمدون إلى تبني طروحات من هذا القبيل في حملاتهم الانتخابية ؛ كرر البني في لقاء مع "سوريا الغد" تنشر تفاصيله غدا قوله : " كنت أميل للمشاركة للإفادة من هذه الفرصة فيما يتعلق بطرح برنامج التغيير الديموقراطي الذي تحمله المعارضة نفسها " و اعتبر البني الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب في دورته التاسعة و التي من المزمع إجراؤها في \ 22 \ من شهر نيسان القادم أنها " فرصة يجب أن تطرح فيها المعارضة رؤيتها , و تحاول أن تمتحن أفكارها بالعلاقة مع الناس " مذكرا بأن المعارضة في الأساس "هي معارضة تدعو للعملية الديمقراطية , و تدعو للاحتكام إلى صناديق الاقتراع" , كما رأى في الانخراط في العملية الانتخابية ؛ جانبا إيجابيا بالنسبة للمعارضة , من حيث أنه يتيح لها طرح رموزها على مستوى الشارع , و أكد دون أن يسمي أحدا بعينه ؛ على أنها – أي المعارضة – "تمتلك بالفعل مثل هذه الرموز" و التي على حد تعبيره " تفهم السلطة كمسؤولية , و تحاول عبرها أن تسعى باتجاه معالجة ما يعانيه الناس من مشاكل و هموم" .

غير أن السيد البني أبدا في الوقت ذاته تفهّمه للأسباب التي حدت برفاقه في "إعلان دمشق" إلى مقاطعة هذه الانتخابات , و التي حسب رأيه " تجري في ظل حالة الطوارئ و الأحكام العرفية" و وفقا لـ "قانون انتخابي غير عادل , يضمن تدخلا كبيرا للسلطات التنفيذية في تقرير العملية الانتخابية و مصيرها " , و أن موقف هؤلاء الذين ارتأوا المقاطعة من وجهة نظر البني فيه "الكثير من الصحة" .

و كان "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي" و الذي يضم أطيافا عدة من المعارضة السورية و يعد السيد أكرم البني من أبرز وجوهه ؛ قد حسم أمره بشان الاستحقاق التشريعي لمجلس الشعب هذا العام , و أكد على مقاطعته العملية الانتخابية في بيان نشر على موقع الإعلان قبل أمس.

جدير بالذكر أن خلافا في وجهات النظر تجاه المشاركة من عدمها برز بين بعض المنضوين تحت راية "الإعلان" , و لم تخف بعض الأطراف اعتزامها المبدئي دخول المعترك الانتخابي على الضد من موقف "مكتب أمانة الإعلان" , و من هذه الأطراف عرف حتى الآن فصيلان أساسيان هما : " التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي (عدل) " و " المنظمة الآثورية الديموقراطية" .