لا تتجاوز المسألة الحق في التعامل مع الشأن العام.. فعندما اواجه فوضى الإعلان عن المرشحين أشعر أنني مجبرة على الدخول في "الدوامة".. أو ربما ممارسة خروج عن المألوف، والدخول في مسألة لم تعد "جدلية".. انتخابات ربما لا ترضي الجميع، وتسحب وراءها الكثير من السجالات حول "خلفيتها" وليس حول العملية بذاتها..

"العملية" الانتخابية هي ما يستهويني اليوم، لأننا احاول القفز على الآليات المعتادة، متمسكة بحقي في "التعبير" أو حتي "الحديث" عن المساحات التي نبقيها رمادية في هذا الموضوع، فإذا كان البعض يبحث عن "ديمقراطية" العمل الانتخابي" فإنني أحاول إيجاد مبرر إضافي للتعامل مع هذا الأمر، لأنه حق مكتسب لا يحق للآخرين التدخل فيه.. فاختار من أريد، رغم تشابه الأسماء أمامي، وأحاول التحريض على إزالة "المساحة" الرمادية كي نستطيع مشاهدة ماوراء وجوه المرشحين، فنعرف أن الحديث عن "ابن دمشق البار" لا تعني سوى كلمات فقط تسبح في فضاء "اليافطات" التي تعلو اليوم في ساحات دمشق...

أحاول التحريض للخروج عن مألوف "الحملات" و "الأسماء" كي نشاهد بالفعل أكثر من "صورة".. فتعرف أننا يمكن ان ننقاش من نريد حول الكلمات التي ألصقها أسفل صورته، أو نحاول اختبار قدرته على التعامل معنا.. أو حتى معرفة وجهة نظره من "الإناث".. فعندما أصل إلى التصويت أعرف أنني أملك أكثر من الأسماء والشعارات، أو اللوائح التي يوزعها "الوكلاء" أمام مراكز الاقتراع...

سؤال بسيط.. أو رأي ثالث.. لا يريد المقاطعة أو الدخول في منافسات الأسماء والصور.. سؤال يريد معرفة ماذا يريد المرشحون غير "الخطاب" الأخلاقي الذي يضعونه أمامنا، ابتداء من "الوفاء" للمدينة" وانتهاء بـ"صوت الحق".. نريد معرفة ما هي نوعية "البر" الذي يتحدث عنه ابن دمشق البار، وما هي رؤية الحق لمن يعتبر نفسه "صوت الحق"... وأنا شخصيا أريد معرفة ما هي طبيعة الصفات التي يلصقها المرشحون بأنفسهم، فهل "الصناعي" تعني أكثر من "الحرفي"!! ما الذي يريد أن يقوله المرشح الذي يضع نفسه في قائمة "الشام"!! هل يعني أنه يحلم بالحارة الدمشقية على سياق "الدراما" السورية.. أم أنه بالفعل يبحث في أزمة المدينة كما نعيشها اليوم...

رأي ثالث يشكل دعوة للمرشحين قبل أن يطرحوا صورهم لأنهم يخاطبون مجتمعا.. وينفقون الأموال دون أن تصلنا الرسالة التي يريدونها.. فهل نحن المعنيون بهذه الرسالة؟ ام انهم يريدون توجيهها لأنفسهم.. إنه مجرد سؤال..