الاتحاد

باب التفاوض مفتوح أمام إيران... والدرع الصاروخي لن يشعل حرباً باردة جديدة

أصداء قرار مجلس الأمن الجديد بخصوص برنامج إيران النووي، والخوف من نشر الدرع الصاروخي بشرق أوروبا في غير محله، ودعوة لتفعيل شراكة استراتيجية بين كوريا الجنوبية ودول الشرق الأوسط... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

"فرصة ثانية لإيران":

هكذا عنونت "ذي تشاينا ديلي" الصينية افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين، مشيرة إلى أن القرار الصادر بالإجماع من مجلس الأمن الدولي، والذي يقضي بتشديد العقوبات على إيران، يحمل رسالة واضحة إلى طهران. وحسب الصحيفة، تتمثل هذه الرسالة في ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن الدولي وقواعد وكالة الطاقة الذرية. القرار الصادر يوم السبت الماضي، هو الثاني من نوعه خلال الثلاثة شهور الماضية، والغرض منه توسيع نطاق العقوبات على إيران لرفضها تجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم. المجتمع الدولي طالب إيران بوقف هذه الأنشطة، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي سلمي هدفه إنتاج الطاقة. وحسب الصحيفة، فإن العقوبات ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة الغرض منها إعادة إيران مرة أخرى إلى النظام العالمي لحظر الانتشار النووي. كما أن القرار، حسب الصحيفة، يبرز رغبة المجتمع الدولي في التحرك الإيجابي من أجل إيجاد تسوية دبلوماسية لأزمة إيران النووية. الباب مفتوح أمام طهران للتفاوض مع المجتمع الدولي، وفي ذلك فرصة للتعاون لا يجب تفويتها، ومن ثم يجب أن تكون الخطوة المقبلة صادرة من إيران. القرار الأول الذي صدر في ديسمبر الماضي طالب جميع دول العالم بألا تزود إيران بتقنيات أو مواد نووية ربما تُستخدم في برامج إيران النووية أو الصاروخية، وطالب أيضاً بتجميد أصول عشر من الشركات الإيرانية و12 شخصاً إيرانياً لهم علاقات بهذه البرامج. القرار الجديد يشمل مزيداً من الشركات والأشخاص ويجمد أصول 13 منظمة وشركة ويطال 15 شخصاً آخرين. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مهمة وكالة الطاقة الذرية التحقق مما إذا كانت إيران ملتزمة بقرارات مجلس الأمن أم لا، ومن ثم سيقوم مدير الوكالة خلال الشهرين المقبلين بإعداد تقرير عن إيران، مما يؤكد على الدور الذي تلعبه الوكالة في مواجهة حظر الانتشار النووي. وإذا كان الهدف من القرار الجديد التأكيد على ضرورة تعاون إيران مع المجتمع الدولي، فلابد لهذا الأخير أن ينأى عن المواقف الأحادية التي تفاقم الأزمة، خاصة وأن تسوية أزمة إيران النووية ستكون خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط المفعم بالتوتر.

تهديدات لا أساس لها:

في مقاله المنشور بـ"جابان تايمز"، يوم السبت الماضي، وتحت عنوان "تهديدات بحرب باردة لا أساس لها"، أشار "براد جلوسرمان"، إلى أن خطط الولايات المتحدة لنشر أنظمة مضادة للصواريخ البالستية في أوروبا، أثارت مخاوف البعض من اندلاع حرب باردة جديدة؛ فروسيا ردت بقوة على الولايات المتحدة محذرة البلدان الأوروبية التي تقبل بنشر هذه الأنظمة على أراضيها بأنها ستصبح هدفاً عند اندلاع نزاعات. الكاتب، وهو المدير التنفيذي لـ"منتدى الباسفيك"، يرى أن الخطط الأميركية لا تشكل تهديداً للترسانة الروسية الاستراتيجية، لكن ما تخشاه موسكو هو حدوث تكامل بين دول الكتلة السوفييتية السابقة أو اندماجها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وترغب روسيا في بسط نفوذها، كلما أمكن، على أوروبا قاطبة شرقها وغربها. غير أن القيادة الروسية اعتبرت نشر أنظمة مضادة للصواريخ البالستية في أوروبا تطوراً قد يشعل شرارة حرب باردة جديدة في أوروبا. وعلى رغم أن بولندا وجمهورية التشيك -وهما البلدان المزمع نشر أنظمة دفاع صاروخي أميركية على أراضيهما- تتفهمان مخاطر استضافة هذه الأنظمة، فإن حكومات أوروبية أخرى تبدو أكثر تخوفاً من ردود الأفعال الروسية، وضمن هذا الإطار حذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك من أن نشر النظام الأميركي في أوروبا قد يشعل حرباً باردة جديدة، لكنه تراجع في الآونة الأخيرة عن موقفه. أما "جاب دي هوف شيفر"، سكرتير عام "الناتو" فقد حذر من الخطة الأميركية كونها من وجهة نظره ستقسم أوروبا. الصين أيضاً انتابها القلق، لأن دولاً آسيوية ستنضم إلى النظام الأميركي المضاد للصواريخ، خاصة وأن بكين لا تمتلك أسلحة ردع كافية ولديها ترسانة نووية صغيرة، ومن ثم يرى الكاتب أن أفضل طريقة للحد من المخاوف الناجمة عن نشر الدرع الصاروخي الأميركي هي الحوار مع الصين وروسيا لا إطلاق تهديدات جديدة.

"رو وبان في الشرق الأوسط":

اختارت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أمس الاثنين، لترصد زيارة الرئيس "رو مو هيان" إلى الشرق الأوسط، التي تستغرق 6 أيام، وتشمل السعودية والكويت وقطر. وحسب الصحيفة تزامنت هذه الزيارة مع جولة "بان كي مون" أمين عام الأمم المتحدة، في المنطقة ذاتها، والتي شملت العراق ومصر وإسرائيل. خلال الأيام القليلة الماضية، كان "بان" محور اهتمام الإعلام العالمي، بسبب نجاته من الأذى بعد سقوط قذيفة بالقرب من موقع كان يجري فيه مؤتمراً صحفياً مع رئيس الوزراء العراقي داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد. لقاء "بان" مع العراقيين والمصريين والإسرائيليين والمسؤولين الفلسطينيين يأتي ضمن جولة خارجية للأمين العام، هي الثالثة منذ توليه منصبه في ديسمبر الماضي. "بان" يسعى إلى إقناع من التقاهم بأنه لا يرغب في طرح مبادرات أو خطط، بل يرغب في استقرار المنطقة، لكن القذيفة التي أطلقها فصيل عراقي تابع لتنظيم "القاعدة" كانت أشبه برسالة ترحيب بالأمين الجديد عند دخوله معترك الشرق الأوسط. أما جولة الرئيس "رو مو هيان" التي شملت ثلاثة بلدان خليجية، فتندرج ضمن ما يُعرف بـ"دبلوماسية الموارد" الهادفة إلى الحصول على إمدادات مستقرة من النفط مقابل تسهيل مشاركة الشركات الكورية الجنوبية في المشروعات الممولة بأموال النفط. وبصفته رئيساً لدولة قوية اقتصادياً، أرسلت قوات إلى العراق ولبنان، فإن على "رو" تبني رؤية أوسع نطاقاً للتعامل مع الشرق الأوسط، رؤية تتجاوز التجارة والإعمار، إلى الأمن والتعاون الثقافي والتبادل التعليمي. الرئيس الكوري الجنوبي ناقش مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز سبل تقوية العلاقات الثنائية في مجال الطاقة والصناعة وبناء شراكة في الشرق الأوسط من أجل السلام والرخاء، علماً بأن هذا اللقاء هو الأول من نوعه بين السعودية وكوريا الجنوبية منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1962. جولة "رو" في الشرق الأوسط تأخرت إلى حد ما، كونها تأتي في العام الأخير لوجوده في السلطة، ومع ذلك تأمل الصحيفة في أن تسفر الزيارة عن نتائج مهمة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، خاصة وأن الزيارة تتزامن مع زيارة "بان كي مون" في المنطقة.