تسيبي ليفني
وزيرة خارجية إسرائيل

فيما كنت أتابع الخميس 22 مارس المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الخارجية الاسرائيلية (تسيبي ليفني) وبثته قناة العربية أدركت الحالة النفسية المزرية التي تعاني منها هذه السيدة بعدما وجدت نفسها وحيدة في تحليلها السياسي لجدوى عملية السلام ...

ذلك أنه قبل أيام قليلة وبتاريخ 14/3/07 كان عنوان صحيفة " لوفيغارو " الفرنسية هو (مهمة دقيقة لسولانا في دمشق) في اشارة الى زيارة خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لسوريا لبحث القضايا الاقليمية وأهمها بالطبع هي عملية السلام وها هم الاسرائيليون وبعدما رفضوا مبادرة بيروت في العام 2002 يعودون في غالبيتهم المطلقة للثناء على تلك المبادرة واعتبارها بداية جيدة لأي محادثات. هذا ما يقال في أروقة السياسة الاسرائيلية... أما ما تتشدّق به السيدة ليفني من المطالبة بتطبيع العلاقات قبل اطلاق عملية السلام فلا يعدو كونه محاولة مفضوحة للتخفيف من مشاعر الاحباط التي تسيطر على المجتمع الاسرائيلي ورغبة وقحة في محاولة ابتزاز التحرك الأوروبي.

إن لسوريا الدور الأكبر في المنطقة ولا يمكن اجراء التسويات السياسية ولا حتى الاقتصادية بدون وضع النفوذ والعامل السوري في الاعتبار ... إن قول سولانا (هناك رغبة لدى دول الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع سوريا بشكل ايجابي نظراً للمصالح المشتركة القائمة بين الجانبين وأن تكون علاقاتهما مثمرة وايجابية) هو أبلغ رد على السيدة ليفني...

إن قراءة سياسية بسيطة من السيدة ليفني للوضع في المنطقة يلزمها أن تعترف بالأمور التالية:
أولاً: أن سوريا والاتحاد الأوروبي تتقاطع وجهة نظرهما حول ضرورة تحقيق الأمن في منطقتنا العربية والعالم وبنظرة بسيطة للمآسي التي نشأت عن العدوان الأميركي المتواصل على شعبنا في العراق لا بد أن يتم التوصل الى ضرورة أخذ الدور السوري في الاعتبار عند الرغبة في الأمن الذي يوصل الى المكاسب الاقتصادية التي يسعى اليها الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

ماريا معلوف

ثانياً : أن سوريا والاتحاد الأوروبي يصرحان علناً بضرورة تحقيق السلام في المنطقة طبقاً لقرارات مجلس الأمن ومرجعية مؤتمر مدريد وهنا فعلى السيدة ليفني أن تدرك أن التصريحات المتطرفة والشجاعة المفتعلة ومحاولات الاستهتار بالاتفاقيات المعقودة سلفاً بين الدول الأوروبية جميعها على ضرورة عملية السلام والتي لا يشك عاقل بأن لسوريا الدور الأكبر من اجل انجاح تلك العملية أو افشالها ...عليها أن تدرك أن زمن فرض الشروط بالحروب القذرة لم يعد يجدي...

ثالثاً: لم نقل يوماً أن سياسات أوروبا في المنطقة هي بكاملها في مصلحة الأمة العربية... لكننا لا شك أن نفرح عندما نرى التحرك الأوروبي لتصحيح أخطاءه حيال المنطقة واعتراف ساسته بأن إسرائيل هي الطرف المعطل والمانع لوصول المنطقة الى حل عادل وشامل .

رابعاً: لقد ذهبت توصيات لجنة (بيكر هاملتون) الى أن حل الصراع العربي الاسرائيلي هو المدخل الضروري لحل كل مشاكل المنطقة...

ولا شك أن توصيات تلك اللجنة بالاضافة الى التحليلات الاسرائيلية التي ذكرتها سابقاً هي أعمق وأكثر دقة من تهيؤات تسيبي ليفني التي لم تستخلص بعد الدروس والعبرمن الدرس الذي أعطاه الشعب اللبناني للجيش الذي لا يقهر رغم تلك القدرات التقنية الهائلة التي كشفت تفاصيلها السرية في سلسلة ضمن حلقات برنامجي حتماً بلا رقيب على شاشة ال أن بي أن والتي خفي على ساسة العدو أنها – أي التقنية – لا توازي شيئاً أمام قدرات المؤمنين المخلصين الذين هم كثر في شعبنا العربي.

أعد العدد:
حكيم إدلسان