كشفت مصادر دبلوماسية عربية بالرياض عن وجود عدة ملاحظات أبدتها عدد من الدول العربية حول مشاريع القرارات التي ستعرض على القادة العرب ، مطالبين بتعديل بعض الفقرات والصياغات فيها وخاصة تشدد سوريا في مشروع القرار الخاص بمبادرة السلام العربية على توضيح بنود المبادرة وثوابتها في القرار فيما يتعلق بحق العودة واللاجئين والتوطين والقدس.

وقالت المصادر إن سوريا رفضت أيضا الصياغة التي طرحها العراق بإقامة هيئة قضائية للتثبت من اجتثاث العناصر البعثية والتحقق من عدم وجود أية عناصر فاعلة من النظام السابق قد تدخل في العملية السياسية الجديدة، موضحة أن الهيئة تهدف أيضا إلى متابعة عملية اجتثاث العناصر البعثية من الساحة السياسية.

وأشارت المصادر إلى أن الاعتراض السوري جاء على هذه الهيئة "لأن ذلك يعني أن معظم الشعب العراقي سيكون مستهدفا والجميع متهمون.

وأضافت المصادر أن الوفد العراقي تقدم باقتراحه عقب إطلاعه على مشروع القرار الذي أعدته الأمانة العامة للجامعة العربية والذي يدعو إلى توسيع المشاركة في العملية السياسية وعدم استثناء أية فئة من الشعب العراقي بما فيها العناصر البعثية.

وقالت المصادر إنه ربما يحدث تعديل في قرار لبنان في إطار طلب رئيس الجمهورية إميل لحود بتعديل القرار ليشمل تطورات الأوضاع في لبنان وحذف كلمة الحكومة في القرار واستبدالها بكلمة الجمهورية اللبنانية باعتبار أن الحكومة اللبنانية - على حد قول الرئيس لحود - حكومة غير شرعية.

من ناحية أخرى كشفت المصادر أن بعض الدول العربية الأخرى اعترضت على الأسلوب الذي تدار به القمة العربية وأن الاجتماعات والمناقشات ابتعدت عن أسلوب المكاشفة والمصارحة وأن الوزراء الذين شاركوا في اجتماعات أسوان لديهم تصور يختلف عن تصور باقي الدول العربية، رافضين تمثيل هذه المجموعة للدول العربية أو أن تتحدث بأسماء الغائبين بل تتحدث باسمها فقط، مشيرين إلى أن عدم الحديث عن الخلافات لا يعني عدم وجودها في أروقة المؤتمر.

من جانب أخر نفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وجود ترتيبات لعقد اجتماع بين اللجنة الرباعية العربية والرباعية الدولية تشارك فيه إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقال أبو الغيط في تصريحات صحفية بالرياض إن هناك لجنة ستشكل بقرار من القمة تضم مجموعات عمل صغيرة لإجراء اتصالات مع الأطراف الدولية المختلفة لتفعيل فرص تحقيق السلام في المنطقة في إطار تفعيل الأدوار ، مشيرا إلى أن هذه اللجنة ستكون تحت رئاسة الدولة رئيس القمة العربية.

وأوضح أن اللجنة ستقوم باتصالات مع كافة الأطراف إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذا الجهد يمثل أي نوع من أنواع التطبيع مع إسرائيل.

وشدد أبو الغيط في الوقت نفسه على أنه لن يتم إدخال تعديلا ت في مبادرة السلام العربية ، مشيرا إلى أن من يقدم مبادرة لا يتصور أن يقوم بمبادرة قبل أن يقبلها الطرف الآخر ويتفاوض على أساسها مؤكدا أن هناك العديد من الأطر المتعلقة بتحقيق التسوية للنزاع العربي-الإسرائيلي.

وأشار أبو الغيط إلى أن الطرح المصري في إطار التحضير للقمة حقق نجاحا ولاقى قبولا ، موضحا أن ذلك الجهد يشمل مبادرة الأمن القومي العربي التي سيصدر بها قرار من القمة العربية يطالب بإعداد رؤية محددة لتنشيط الأمن القومي العربي.

وقال أبو الغيط إنه قدم لوزراء الخارجية العرب تقريرا حول الاجتماع الذي جرى مؤخرا في أسوان بين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والرباعية العربية (مصر والسعودية والأردن والإمارات).

ولفت وزير الخارجية المصري إلى أن الاجتماعات التحضيرية تعرضت للملف النووي في منطقة الشرق الأوسط وأنه سيتم التأكيد من خلال القرارات على بنود جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

مصادر
سورية الغد (دمشق)