على خلفية الازمة السياسية الحادة التي تعصف بلبنان، فإن هذا البلد سيتمثل بوفدين في القمة العربية يرأس أحدهما الرئيس إيميل لحود فيما يرأس الآخر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

ووصل الرئيس لحود الى الرياض على رأس وفد أمس بعد ساعات من وصول وفد السنيورة، الا ان العاهل السعودي لم يكن في استقباله كما كان الحال مع بقية رؤساء الدول الذين وصلوا خلال النهار وإنما كان في استقباله نائب امير منطقة الرياض الامير سطام بن عبد العزيز.

ويرافق لحود وفد ضم خاصة وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، واستقبل في الصالة الملكية المخصصة لرؤساء الوفود.

واستقبل الأمير سطام كذلك السنيورة الذي لقي استقبالا متواضعا نسبيا اذ استقبل في قاعة جانبية غير تلك المخصصة لرؤساء الوفود ولم يحظ باستعراض جوقة الشرف.

وقال مصادر "لم يفاجأ السنيورة بالطبع بانه استقبل ليس كرئيس وفد، فهو في الواقع ليس رئيس الوفد اللبناني، ولو استقبله السعوديون بهذه الصفة لكان هناك تكريس لدولتين في لبنان (..) بالواقع لا يمكننا ان نطلب المستحيل".

وتثار مخاف ومن ان ينعكس الانقسام اللبناني سلبا على اجواء جلسات القمة بسبب اشكالات سياسية وبروتوكولية ممكنة بين رئيس الجمهورية الذي لا يعترف بشرعية حكومة بلاده ورئيس الحكومة الذي يحظى بدعم خارجي كبير.

وبعد أشهر من النشاط الدبلوماسي السعودي والعربي المكثف لحل الازمة السياسية في لبنان، من غير المتوقع ان تشهد هذه الازمة اختراقا خلال القمة العربية في الرياض بسبب عدم احراز التقدم المطلوب في المحادثات بين اللبنانيين بحسب مصادر من الوفدين اللبنانيين في القمة.

وقال مصدر حكومي لبناني في الرياض ان "لبنان ليس في الواجهة خلال القمة وهذا لا يدعو الى العجب لان المواضيع الاخرى اكثر اهمية، فالملف اللبناني فقد بريقه عندما فشل اللبنانيون في التوافق في ما بينهم".

واضاف المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه "المواضيع الاخرى بالنسبة للقمة اكثر اهمية، فهناك اشخاص يموتون يوميا في العراق، وموضوع السلام العربي الاسرائيلي ذات اهمية كبرى".

واضاف "ليس من المتوقع حصول اي اختراق خلال القمة لان الاختراق كان ممكنا في بيروت، والآن اكثر الامل هو ان نبقي على التضامن العربي مع لبنان والحد من الخسائر نتيجة الموقف في لبنان ازاء الحكومة".

وفشلت مساع مكثفة قادها زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لايجاد مخرج للازمة قبل القمة.

وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى المح في الرياض الاثنين ان جهوده الشخصية لحل الازمة اللبنانية لن تكون حاضرة بالزخم المطلوب في الرياض مؤكدا انها "سوف تستانف فور انتهاء القمة" ما يعني صعوبة تحقيق اي حلحلة في القمة.

من جهة اخرى، قال مصدر من الوفد المرافق للحود ان "الرئيس اللبناني يعي ان هناك قضايا اساسية اخرى في القمة وكل ما يريده هو ان تتفهم الدول العربية الوضع وتعمل على تعزيز الوحدة الوطنية التي تمر حاليا بمخاض صعب".

وعلى المستوى السياسي، فجر لحود مفاجأة عندما استبق توجهه الى المملكة العربية السعودية باطلاقه ملاحظات على "ورقة التضامن مع لبنان" التي ستطرح على القمة مطالبا ب"الغاء كلمة حكومة من النص حيث ما وردت واستبدالها بكلمة دولة والغاء البند المتعلق بدعم النقاط السبع" التي حددها السنيورة في خضم الحرب الاسرائيلية الاخيرة في لبنان والتي تنص ضمنا على حصر السلاح في لبنان بقوى الشرعية.

وينص مشروع القرار المتعلق بلبنان والمطروح امام القمة على "تاكيد التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اللبنانية بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وامن واستقرار لبنان وسيادته على كامل اراضيه" وعلى "دعم وتبني خطة النقاط السبع التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية".

مصادر
سورية الغد (دمشق)