صعّدت لندن وواشنطن لهجتهما ضد الملف النووي الإيراني، واعتقال طهران بحارة بريطانيين، في وقت باشرت البحرية الأميركية مناورات تشارك فيها مجموعات العسكريين على متن حاملتي الطائرات الأميركيتين «دوايت ايزنهاور» و «جون سي. ستينيس» للمرة الأولى منذ غزو العراق.

وفي حين لوّح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بـ «مرحلة جديدة» ستشهدها قضية البحارة المحتجزين، في حال فشلت الجهود لإطلاقهم، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز إن قرار العقوبات الذي تبناه مجلس الأمن «سيجعل إيران أكثر عزلة من السابق». وزاد أن إضافة بند إلى قرار العقوبات الدولية، يحظر على إيران تزويد أي فرد أو منظمة سلاحاً ويحذر الدول من تصدير الأسلحة إليها، شكلت الهدف الرئيس لأميركا في المفاوضات حول القرار. واستدرك: «نرى كيف تسعى ايران إلى أن تصبح الدولة العسكرية الأكثر هيمنة في المنطقة، وهي تزود «حزب الله» و «حركة حماس» و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» (القيادة العامة) و «الجهاد الإسلامي» الفلسطيني... أسلحة لأغراض سلبية ونتائج سلبية». واعتبر أن الدول الوحيدة التي تتحدّث دفاعاً عن إيران هي سورية وبيلاروسيا وفنزويلا وكوبا، واصفاً إياها بأنها «عصابة الأربعة».

وفي لقاء مع مجموعة صحافيين في الخارجية الأميركية أمس، حذر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيمس جيفري ايران من «انتهاك القرار الدولي رقم 1747» ولوّح بـ «خطوات مستقبلية بالتعاون مع الأطراف الدولية» ضد طهران، مؤكداً أن القرار بربطه الجانبين الأمني والنووي، «يثير قلقاً كبيراً في أوساط القيادة الإيرانية». وأضاف أن «أموراً كثيرة تجري في طهران تحت السطح» تعبيراً عن هذا القلق.

وأكد جيفري رداً على سؤال لـ «الحياة» أن على ايران «الحذر من خرق القرار» الدولي لجهة تصدير الأسلحة إلى مجموعات كحزب الله، مشيراً الى «آلية دولية للرد» اعتبار القرار «يخضع للفصل السابع خلافاً للقرارين 1701 أو 1559».

وشدد المسؤول على «ثقة» واشنطن بنجاح الجهود الديبلوماسية للضغط على إيران واستكمالها في المرحلة المقبلة، وانتقد ضمناً تصريحات السفير السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون عن تغيير النظام في طهران، لافتاً الى أن الأخير اعترض على المحادثات مع كوريا الشمالية التي «أثبتت نجاحها اليوم».

وعن خطف الجنود البريطانيين، قال جيفري إن واشنطن «واثقة» من أنهم كانوا في المياه الاقليمية العراقية، وأن «الجهاز الالكتروني للتحكم في زورقهم يؤكد ذلك». ولم يرَ جيفري أي صلة بين اعتقال البحارة وبين احتجاز عناصر إيرانية في العراق قال إنها «كانت تخرب في العراق» فيما كان الجنود البريطانيون يؤدون واجبهم لحماية العراق.

وكانت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي كريستينا غالاش أفادت ان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا وأبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني أجريا محادثات هاتفية تناولت أزمة الملف النووي. وتوقعت اتصالاً آخر بينهما قريباً.

وفي لندن، صعّد بلير لهجته في قضية عناصر البحرية البريطانية الـ 15 المحتجزين لدى إيران، محذّراً من أن القضية ستدخل «مرحلة جديدة» في حال فشل الجهود الديبلوماسية المبذولة للإفراج عنهم. وتابع: «آمل بأن نتمكن من جعلهم (الإيرانيين) يدركون أن عليهم الإفراج عنهم. وفي حال لم يفهموا، سيدخل الأمر مرحلة جديدة» رفض تحديد طبيعتها. لكن الناطق باسم بلير أكد أن لندن لا ترغب في التصعيد مع طهران.

الى ذلك، أفاد مصدر إيراني بأن «الحرس الثوري» يستجوب في طهران البحارة الخمسة عشر لمعرفة هل كانوا في مهمة متصلة بجمع معلومات حين احتجزوا في مياه الخليج، في موقع تصرّ ايران على أنه داخل مياهها الاقليمية. وأعلن مسؤولون ايرانيون انه يمكن لديبلوماسيين بريطانيين لقاء البحارة بعد استكمال التحقيقات معهم.

في الوقت ذاته، أفاد بيان للأسطول الخامس الأميركي انه بدأ مناورات في الخليج «في اطار الالتزام الطويل الأمد للولايات المتحدة في الحفاظ على الأمن البحري والاستقرار في هذه المنطقة». وإضافة الى التدريبات الجوّية، ستنفذ المجموعتان الجويتان البحريتان مناورات مضادة لعمليات في أعماق المياه تتضمن نزع الغام.

وكان الطراد «انتيتام» المزود صواريخ موجهة، يرافق حاملة الطائرات «ستينيس» لدى دخولها مياه الخليج أمس مع مجموعتها الجوية - البحرية المؤلفة من 6500 عسكري، بحسب بيان الاسطول الخامس.

وفي وقت لاحق، أعلن الناطق باسم البنتاغون براين ويتمان ان هدف المناورات الأميركية في الخليج ليس مضاعفة التوتر مع إيران. وقال: «لا نسعى الى التسبب في مواجهة في الخليج»، نافياً ان تكون المناورات رداً على اعتقال ايران 15 عنصراً من البحرية البريطانية. وأضاف: «لنا مصلحة في الاستقرار والأمن في الخليج، ولا تزال الولايات المتحدة تظهر لحلفائها في المنطقة انها شريك جيد».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)