لا بد من توضيح المقصود من هذا العنوان ...... نحن نقصد أن الصمت في هذه الظروف ليس من ذهب فقط ، بل وأكثر من ذلك بكثير ... أي أن الصمت في قمّة الأشياء الثمينة ، إن كان هناك من أشياء ثمينة – غيره - في قمّة الرياض .

وليكن أيضاً صمتاً مع ابتسامة ، فلا داعي لجرح هذا الصمت بأسئلة عن التجهم ... فليكن صمتاً إيجابياً بلا وعود ، وبلا مواقف ، كما أنه بلا انسحاب ، ولا استفزاز ....

صمتٌ ، يعطي لسوريا قيمتها الحقيقية ، صمتّ يفسّر ما معنى العزل ... ما معنى أن يعقد مؤتمر في ( أندونيسيا ) بدونها ... ما معنى وما قيمة السعودية ومصر والأردن والإمارات بدون سوريا ... بل ما قيمة إيران بدون سوريا .... ما معنى رؤساء الاستخبارات وعلى رأسهم .... رايس ، إن اجتمعوا وإن لم يجتمعوا ، إن قرروا وإن لم يقرروا ......

( الرباعية العربية !!!! ) ( فيفتي ..فيفتي ) ( نصّ ..نصّ ) نصف خرج من الصراع بمعاهدات سلام مزعومة ، ونصف ليس له علاقة لا بالصراع ، وبالتالي لا علاقة له بالسلام !!! لكنهم مع ذلك هم من ( يأتمرون ) بمعنيين , يتلقون الأوامر ..... فيعقدون المؤتمرات .

فلندخل إلى قاعات المؤتمر بابتسامة سورية أصيلة عريضة ، وليكن النظر باتجاه المقعد ، لا يحيد لا يمنة ولا يسرة ، ومن يأتي ( ليسلّم ) فأهلاً وسهلاً وليكن الحديث عن الطقس وجمال القاعة ، فإذا ما طرح شيء آخر غير ذلك ، فليكن الجواب ( خير إن شاء الله ) . ومن لا يأتي ( ليسلّم ) فله السلام : دنيا و.... ( آخره ) .

ولماذا يفترض أن يكون ( لنا كلمة ) ؟؟ فهذا تقليد بائد ... فنحن أصحاب الأرض المحتلة ، وأصحاب الدماء والشهداء ، نحن معزولون ، لذلك لن نتفوه بكلمة ، وإن حضرنا ففقط من أجل أن نردّ على الدعوة كما تقتضي الأصول ( العربية ) ، من أجل ألا نخيّب ظنّ الداعي ، وألا نكون ( لأن لا كلمة لنا ) سبباً رئيسياً في إفشال القمّة ، نحن مدعوون إلى ( المقاطعة ) دون أن نتذكر ياسر عرفات !!!

نعتقد بقوة ، أن الكلام اليوم ، هو من الأخطاء الاستراتيجية الكبرى ، وأن الصمت مفتاح الفرج .... نرى أن نوارب الباب اليوم باتجاه الإقفال أكثر ، لأن الأبواب المفتوحة لا تدق ، والذين يظنون أنهم قادرين أن يقرروا عن الشعب السوري ، يبدو أنهم نسوا الدروس ، ويجب أن يتأكدوا أن في سوريا – ومهما كانت الملاحظات على سلوكنا اليومي – ويوم ( الجد ) – شعب أصيل يعرف كيف ومتى يصمت ، لكن ليس على ضيم الوطن .