الديار

دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس في القدس العرب عشية قمتهم الى انفتاح ‏حيال اسرائيل، معلنة عن لقاءات منتظمة بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ‏مع اعتبارها ان الوقت لم يحن بعد لمفاوضات الوضع النهائي.لكن رايس التي انهت في القدس جولتها الجديدة الى الشرق الاوسط، اصطدمت برفض رئيس الوزراء ‏الاسرائيلي ايهود اولمرت بدء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول قيام دولة ‏فلسطينية بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية.وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي عقدته في اليوم الاخير لجولتها المكوكية الشرق اوسطية «على ‏الدول العربية ان تقوم بانفتاح حيال اسرائيل لتظهر لاسرائيل انها قبلت بان يكون لها ‏مكانها في الشرق الاوسط».الى ذلك اعلنت رايس ان عباس واولمرت اللذين اجتمعت بكل منهما مرتين منذ الاحد، سيبدآن ‏بالالتقاء بشكل منتظم.‏وقالت في هذا الصدد انهما «وافقا على الالتقاء مرة كل اسبوعين وسآتي من حين لآخر» ‏للمشاركة في هذه المحادثات.‏واوضحت «لن يتحدثا فقط عن مسائل مرتبطة بالحياة اليومية بل وايضا عن افق سياسي. من ‏المهم جدا ان يتحدثا عن المستقبل وعن افق سياسي بدون اغفال ما يجري على الارض».‏لكنها اعتبرت ان الوقت ما زال غير مؤات لاجراء مفاوضات بين عباس واولمرت حول «الوضع ‏النهائي» للاراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.‏وقالت في هذا الخصوص «لم نصل بعد الى مفاوضات الوضع النهائي».‏ واكدت ان عباس «يستحق حقا» ان يكون شريكا للسلام مع اسرائيل، معبرة بذلك عن موقف ‏مغاير لموقف اولمرت الذي اتهم الاحد الرئيس الفلسطيني بخرق التزاماته تجاه اسرائيل «بشكل ‏فاضح».لكن رايس اعتبرت ان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حركة حماس التي تعتبرها واشنطن ‏منظمة «ارهابية» قد «عقد الامور».‏وقالت بهذا الصدد «ان تشكيل حكومة لا تمتثل لمطالب اللجنة الرباعية (الدولية) صعب ويعقد ‏الامور على طريق قيام الدولة الفلسطينية».‏واسرعت الحكومة الفلسطينية بالرد بلسان المتحدث باسمها وزير الاعلام مصطفى البرغوثي الذي ‏قال «ان تصريحات رايس التي قالت فيها ان حكومة الوحدة الفلسطينية عقدت الامور وان ‏الوقت لم يحن لمفاوضات الوضع النهائي مخيبة للامال ومنحازة لوجهة النظر الاسرائيلية».واضاف «من المؤسف ان البعض لا يرى ان وحدة الشعب الفلسطيني وتشكيل حكومة فلسطينية تمثل ‏‏96% من الشعب الفلسطيني وتعزيز الديموقراطية ومؤسساتها يفتح الباب على مصراعيه لتحقيق ‏سلام عادل وشامل وقابل للدوام»وتابع البرغوثي «ان برنامج الحكومة الفلسطينية يحمل في طياته مبادرة سلام حقيقية تعكس ‏اجماعا فلسطينيا غير مسبوق وفي الوقت ذاته فان اسرائيل تواصل رفض وعرقلة البدء بمفاوضات ‏الحل النهائي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس المفوض باجراء هذه المفاوضات».وذكرت الوزيرة الاميركية من ناحيتها ان الهدف من المفاوضات المستقبلية ينبغي ان يكون ‏قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل وفقا «لرؤية الدولتين» للرئيس الاميركي ‏جورج بوش.وقالت رايس «علينا ان نضع الاسس لكي تتمكن المفاوضات عندما يحين وقتها من الخروج ‏بنتيجة».‏لكن اذاعة الجيش الاسرائيلي تحدثت عن خلافات بين رايس واولمرت اجبرت الوزيرة الاميركية الى ‏‏«خفض سقف توقعاتها».واكدت الاذاعة ان «رئيس الوزراء رفض البدء بمفاوضات مع الفلسطينيين حول الوضع النهائي ‏واعترض على تدخل اميركي مباشر في المفاوضات».‏وصرح مصدر قريب من اولمرت للاذاعة «يجب الا يضحي بنا الاميركيون من اجل تحسين علاقاتهم مع ‏السعودية».‏وصرح من جهته النائب يوسي بيلين في تصريحات نقلتها الاذاعة ايضا «انه مؤتمر صحافي خال من ‏اي مضمون بسبب رفض رئيس الوزراء فتح مفاوضات جدية مع الفلسطينيين».‏واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء ان مبادرة السلام العربية هي «افضل» فرصة ‏لحل الازمة في الشرق الاوسط محذرا من ان فشلها سيعني القضاء على اي امل بالسلام «في المستقبل ‏القريب».وقال عباس عشية القمة العربية في الرياض التي سيجدد خلالها القادة العرب تبنيهم لهذه ‏المبادرة «اعتقد ان المبادرة العربية هي الاثمن والاهم والاغلى التي طرحت لحل المشكلة ‏الفلسطينية ومشكلة الاحتلال منذ 8491».واكد عباس «اذا قضي على هذه المبادرة لا اعتقد انه ستتاح فرصة احسن منها في المستقبل ‏القريب».‏واضاف «ان المبادرة ببساطة تقول للاسرائيليين افرجوا عن ارض الفلسطينيين وتقدم الحلول».‏ الى ذلك، قال عباس ان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية تلبي مطالب المجتمع الدولي ودعا ‏الى عدم مقاطعتها.‏واضاف في هذا السياق «يجب ان يفهم العالم ان برنامج الحكومة السياسي يقترب كثيرا مما يريده ‏العالم ولو تعمق العالم في البرنامج السياسي لحكومة الوحدة سيجد ان الحكومة قالت كل ‏الاشياء المطلوبة تقريبا».وتابع «لكن اذا ستعامل حكومة الوحدة بالحصار والرفض والمقاطعة فان العواقب ستكون ‏وخيمة على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة باسرها».‏وقالت وسائل الاعلام السعودية امس ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة ‏الاسلامية (حماس) دعا ‏الزعماء العرب في القمة العربية التي ستعقد اليوم الى عدم تقديم تنازلات بشأن اللاجئين ‏الفلسطينيين أو حق الفلسطينيين في الدفاع عن انفسهم.‏وقالت وكالة الانباء السعودية ان «مشعل دعا القادة العرب المجتمعين في قمة الرياض إلى تبني ‏استراتيجية شاملة تقوم على حق الدفاع عن النفس والشرف والمقدسات».‏ونقلت الوكالة عنه قوله «ان التنازل عن الحقوق المشروعة ومنها حق العودة وحق حماية ‏الشعب الفلسطيني ومقدساته أمر مرفوض بحكم الشرع وبمنطق الواقع العربي الذي لم يعد يحتمل ‏أكثر مما هو عليه».ودعا وزير الخارجية الفلسطيني زياد ابو عمرو الثلاثاء المجتمع الدولي الى «محاصرة اسرائيل» ‏اذا ما رفضت مبادرة السلام العربية، مؤكدا ان هناك «شبه اجماع» دولي على هذه المبادرة.‏وكشفت وثائق أميركية امس ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تعتزم تقديم 59 مليون دولار ‏لتعزيز قوات الامن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقديم أموال اضافية لدعم اي ‏انتخابات مستقبلية.وستستخدم خطة المساعدات الامنية المعدلة التي تصل قيمتها الى 59.36 مليون دولار في توفير ‏التدريب والمعدات للحرس الرئاسي لعباس وتطوير المنشآت التابعة لهذه القوات والمساعدة في ‏تمويل العمليات التي يقوم بها محمد دحلان مستشار الامن القومي لعباس وخصم حماس القدي‏ وطبقا لوثائق أميركية سيساعد مبلغ إضافي قيمته 7.1 مليون دولار في تهيئة الوكالة الاميركية ‏للتنمية الدولية «للاستجابة بمساعدة أي أحداث انتخابية مستقبلية في الضفة الغربية ‏وقطاع غزة بما في ذلك الجولة القادمة من انتخابات مجالس البلدية».وافادت الوثائق الأميركية أن مبلغ 7.1 مليون دولار لدعم الانتخابات «سيركز على ضمان ‏تعزيز الإطار القائم حاليا للمؤسسات والقوانين الانتخابية بما في ذلك اللجنة المركزية ‏للانتخابات»