النهار

تعهد الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تدعيم الشركة التعاونية الاستراتيجية بطريقة شاملة تتفق والمصالح العليا للبلدين وتؤدي الى الحفاظ على السلام والاستقرار في عموم منطقة آسيا والمحيط الهادي والعالم أجمع. وأشرف الرئيسان على توقيع شركات صينية وروسية 21 عقدا بقيمة اجمالية بلغت نحو اربعة مليارات دولار.

بيان مشترك

وشدد الرئيسان في بيان مشترك صدر بالتزامن في كل من بيجينغ وموسكو على ان الصراع العربي - الاسرائيلي يمثل لب قضية الشرق الأوسط، على ان ترتكز مفاوضات الجانبين على قرارات الأمم المتحدة والوثائق الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام . وأكدا مساندتهما كل الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي وخصوصا الرباعية الخاصة بالشرق الاوسط من أجل اقامة علاقات طبيعية في المنطقة ومعاودة مفاوضات السلام بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسوريا ولبنان.
وأعربا عن مساندتهما للأمم المتحده للاضطلاع بالدور المحوري وبالتنسيق مع سائر أطراف المجتمع الدولي من اجل مساعدة العراق على تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه. وأملا ان يكون الأطراف العراقيون كافة قادرين على تحقيق المصالحة الوطنية.
وجددا تعهدهما دعم الحكومة الافغانية لاقرار السلام والامن والرخاء وتعزيز التعاون في الحرب على المخدرات، مشددين على ان إقامة منطقة آمنة لمكافحة المخدرات ستكون عاملا محوريا في الفوز بهذه المعركة.
وأكدا العمل معا لتعزيز الثقة المتبادلة وتدعيم التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والأمن وحماية البيئة ومكافحة الهجرة غير الشرعية بما يتفق مع روح معاهدة الصداقه وحسن الجوار.
ودعا الجانبان الى ان ترتكز عملية إصلاح الأمم المتحدة على أوسع توافق بين الدول الأعضاء مع اعطاء أولوية خاصة للدول النامية التي تشكل ثلثي أعضاء المنظمة الأممية. كما اتفقا على الدفع لاقامة النظام الدولي المتعدد القطب وإرساء مبدأ الديموقراطية في العلاقات الدولية والاحترام المطلق للقوانين الدولية. ونوها بتطابق مواقف البلدين من القضايا الاقليمية والدولية الأساسية. وابرزا أهمية إستكمال المعاهدات والقوانين في شأن التعاون الدولي لمكافحة الارهاب. واشارا الى أهمية سن القوانين والانتهاء من المعاهدات لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي وإعتماد إجراءات للحد من التهديدات الجديدة التي تنشأ من التطور السريع لنظم الاتصالات وصناعة تكنولوجيا المعلومات ومنها الانترنت.
وفي ما يتعلق بالقضية النووية الايرانية، جدد البلدان التأكيد أن التسوية السلمية من طريق المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من المأزق الحالي. كما أقرا بحق إيران فى الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية في إطار معاهدة منع إنتشار الأسلحة النووية، لكنهما طالباها بالقيام بالتزاماتها وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتطرقا الى القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، فجددا تمسكهما بالهدف المنشود المتمثل في إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية

اتفاقات

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، أعلن المكتب الاعلامي لنائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ان شركات صينية وروسية وقعت 21 عقدا بقيمة اجمالية بلغت نحو اربعة مليارات دولار تناولت خصوصا تسليم النفط الابيض (الكيروزين) الى الصين وصناعة الصلب وقطاع المناجم.
وكان الرئيس الروسي أكد خلال افتتاح "سنة الصين في روسيا" على "التعاون المثمر للجانبين وتطويره بشكل منسق" بما "ينسجم مع روح العلاقات الثنائية بين روسيا والصين".
وتحدث الرئيس الصيني خلال لقائه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف عن وجوب الاستفادة الكاملة من آلية اللقاءات الدورية بين رئيسي حكومتي البلدين من أجل تطوير التعاون.

روسيا - أوروبا

• في باريس، أمل الرئيس الروسي في حديث الى صحيفة " الموند" الفرنسية في المضي "ابعد ما يمكن" في الشركة مع الاتحاد الاوروبي، مع تحذير الاوروبيين من اعتماد المعايير "الايديولوجية".
وقال: "في هذه الشركة نحن على استعداد للمضي ابعد ما يمكن. وبديهي بالطبع ان على شركائنا ان يكونوا مستعدين للقيام بالامر ذاته". ودعا "الى عدم البحث عن النيات السياسية في دينامية "محض" اقتصادية والى عدم الصاق البطاقات الايديولوجية التي تعود الى ترسانة الحرب الباردة، على تحركات شرعية ومفهومة تهدف الى حماية المصالح الوطنية".
وكان الاوروبيون ابدوا قلقهم من انعكاسات النزاع بين روسيا واوكرانيا مطلع 2006 والنزاع بين روسيا وبيلاروسيا مطلع 2007، على تزودهم الغاز.
ولاحظ بوتين ان "مصالح روسيا والاتحاد الاوروبي لا يمكن ان تكون دائما متطابقة تماما. ان المنافسة هي الوجه الثاني للتعاون وجزء أصيل في مسيرة العولمة" مشيرا الى ان " منطق تنمية العلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي يجعل من الضروري اقامة اتفاق شركة استراتيجية" مما يساعد " على تعميق الاندماج الاقتصادي والتعاون في مجال حماية الحرية والامن في القارة الاوروبية".
وفي اشارة الى نصب الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولونيا والجمهورية التشيكية اعتبر بوتين انه "من غير المقبول ان تهيمن عقلية المحاور على السياسة الاوروبية ... وان يجري تحقيق المشاريع الاحادية الجانب على حساب مصالح الجيران وامنهم".