الوطن القطرية / محمد ظروف

بالفعل فإن هذا الاهتمام الاميركي - الاسرائيلي المفاجىء بمبادرة السلام العربية التي كانت اقرت عام 2002 يدعو الى التساؤل عن السر الكامن وراء هذا الموقف، وفيما اذا كان الامر هو تعبير عن تبلور قناعة لدى واشنطن وتل ابيب بأن هذه المبادرة تصلح بالفعل لتكون اطارا لتحقيق سلام عادل وشامل بين اسرائيل والعرب ام ان الامر هو مجرد مناورة وتكنيك للالتفاف على القمة العربية في الرياض ودفعها الى اتخاذ قرارات غير متشددة خاصة في ما يتعلق بموضوع العلاقة والسلام مع اسرائيل؟.

فقد اعتادت المنطقة على تحركات مماثلة عندما يكون هناك تحضير من قبل واشنطن لعمل عسكري كبير في الشرق الاوسط وذلك على غرار ما حدث عام 1991 عندما بادرت الولايات المتحدة آنذاك الى عقد مؤتمر السلام في مدريد واطلقت اول مفاوضات رسمية عربية - اسرائيلية.

وعلى ما يبدو فإن نفس السيناريو يتكرر الآن حيث تتحرك ادارة بوش لاحياء عملية السلام ويجرى التركيز على المبادرة العربية لايصال رسالة مخادعة الى العرب ومن ثم استغلال النتائج والتداعيات من اجل توظيفها في خدمة الخطة الاميركية - الاسرائيلية الهادفة الى ضرب ايران وعزل سوريا ومن ثم الاستفراد بالمنطقة كلها ليتم فرض المشروع الجديد على دولها وشعوبها دفعة واحدة.