وأنا أتأمل صور المرشحين الباسمة ، وشعاراتهم التي اطلقوها ولا تعني شيئا على الاطلاق، ولا تعبر عن اية وعود او التزامات (مثل فلنجعل صوتكم عاليا ، او الشباب يجددون شباب الوطن الخ ) ، لاحظت ان القسم الاكبر من مرشحي دمشق هم من رجال الاعمال من (صناعيين) و (تجار) وتصورت أو قدرت ان لا طاقة لهم على الفعل السياسي بمعناه الاجتماعي المركب ، نظرا لافتراق الاختصاص من جهة، ورؤيتهم هم انفسهم للحياة من جهة أخرى، فاقترحت على نفسي امنية. طالما كل هؤلاء الرجال (الأعمال) يتطلعون الى تمثيلنا تحت القبة ، وطالما لا يتطلعون كي يكونوا سياسيين محترفين ، فلماذا لا يكون لديهم هدف ما يناضلون من اجله ؟؟!!

بصراحة احسست انه بأمكاني اقتراح هدف هو في نفس الوقت شعار ومهمة يستطيع هؤلاء الرجال (الأعمال) تنكبها طالما هي من صلب اختصاصهم، تمنيت أن يكون شعارهم : التصدير … فالتصدير هو اشرف عملية اقتصادية يمكن للمواطن القيام بها، والاهم انها خدمة للمجتمع بجميع شرائحه، فتخيلت كيف يرافع الرجال (الاعمال) عن التصدير وكيف يرسمون الخطط، وكيف يدافعون عن مقترحاتهم لتسهيل هذه العملية، ويراقبون تنفيذ ما توصلوا اليه من اقرارات تجعل من عملية التصدير عملية اجتماعية، فالعالم اليوم ينقسم الى مجتمعات منتجة واخرى مستهلكة، وتصورت أن هؤلاء الرجال (الأعمال) قادرون على تخيل انسجام مصالحهم مع مصالح المجتمع..
ماذا لو كان شعار مرشح ما وهو رجل (الاعمال) هو التصدير؟؟؟ الا يعني ذلك حل مجموعة من الازمات والاختناقات؟ اليس الوعد بالتصدير كغاية هو وعد بفرص العمل ؟ واستجلاب للنقد الصعب الى رحاب الوطن؟ ألا يصلح كي يكون برنامجا انتخابيا كاملا … ؟

أم ان شطارة الرجال ( الاعمال ) تنحصر في الاستيراد وتغطية عطش السوق الداخلية الذي لا يحتاج الى شطارة اوذكاء اوموهبة للبيع فيه ، وعلى هذا الاساس أي على اساس هذا النوع من الشطارة والذكاء والموهبة يتم تراكضهم للترشح وتسويق انفسهم داخليا ؟؟؟ …
ربما سولت لي نفسي ان افكر بالمرشحين كأصحاب مشاريع اجتماعية، مثل البيئة ورعاية الفنون ، والتحرر من التراث والاستمتاع بالفلكلور … هل أحلم ؟