في الجلسة الأخيرة لمؤتمر القمّة العربيّة في العاصمة السعوديّة الرياض، زفّ السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربيّة ، خبراً أبلغه به رئيس (العراق) في زمن الاحتلال جلال طالباني، بتبرّع (العراق) بعشرة ملايين دولار لحكومة الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة، مع وعد بالمزيد من التبرّعات في حال تحسّنت أوضاع العراق !

العراق المحتّل الذي يقتل فيه الفلسطينيّون، ويطاردون، وينكّل بهم، في زمن فخامة الرئيس الطالباني، والحكومة التابعة التي يتميّز رئيسها وأعضاؤها الفاعلون،بالحقد على العرب الفلسطينيين،وغّض النظر وإغلاق السمع عن صرخات استغاثتهم،وحمايتهم من الطائفيين والعملاء الذين حوّلوا حياتهم إلى جحيم ..يتبرّع بعشرة ملايين دولار لللفلسطينيين في مناطق السلطة!

أليست هذه إهانة للشعب الفلسطينين، المفجوع بما يقع على أهله في بغداد؟!

ألا يبدو هذا التبرّع وكأنه ثمن لدم أهلنا، فهل يأكل شعبنا خبزاً من (ديّة) دم أبنائه وبناته في بغداد؟!

رئيس العراق المحتّل،والحكومة التابعة المتواطئة بهذا المبلغ من المال ، يريدون غسل أيديهم من دم الفلسطينيين وتحسين صورتهم لدى ملايين العرب،بهذا المبلغ الذي يعتبر نوعاً من الدعاية،والعلاقات العّامة .

كان على الطالباني أن يعلن إدانته للاعتداءات على الفلسطينيين في العراق وعن خطوات عمليّة لحمايتهم،والحفاظ على دمهم،وأعراضهم، وممتلكاتهم التي تنهبها المليشيات التي دخلت مع الاحتلال ، والمدعومة من إيران،والمتاقطعة في أعمالها مع المخططات الأمريكيّة ، و(الإسرائيليّة) ،تلك الأعمال التي هي امتداد للحصار على أهلنا في الضفة والقطاع، والتي ترمي لدفع شعبنا لليأس والاستسلام.

طبعاً لم أتوقع موقفاً رسميّاً فلسطينيّاً،فـ(الجماعة) عقلاء جدّاً،ولذا صمتوا،وربّما رحّبوا،واعتبروا أن هذه (المنّة) من حكومة الاحتلال بداية لكسر الحصار!

كيف يقتل عملاء الاحتلال أهلنا في بغداد ، ويتبرعون لحكومة الوحدة الوطنيّة في الرياض؟!
الطالباني وحكومة الاحتلال أرادوا بهذا التبرع الدنس أن يغطّوا على استغاثة أهلنا الفلسطينيين في بغداد ،التي طالبوا فيها مؤتمر القمّة،إنقاذهم،ونقلهم إلى بلد آمن!

أمّا ورئيس السلطة،ورئيس حكومته، قد صمتا، فإنني أتمنّى على كتّابنا،وصحفيينا،وما تبقّى من منظماتنا الشعبيّة الفلسطينيّة،المطالبة برفض هذا التبرع ،وتحميل مسؤولية إهدار دم أهلنا في العراق لرئيس وحكومة العملاء للاحتلال الأمريكي .