أكدت إيران في رسالة سرية وجهتها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان تخوفها من التعرض لهجوم من قبل اسرائيل والولايات المتحدة، اضطرها الى حجب معلومات عنها، وذلك في وقت استمر التصعيد بين طهران ولندن على خلفية الجنود البريطانيين الذين تعتقلهم ايران منذ الجمعة الماضي.

نوويا، ذكرت طهران في رسالتها الى الوكالة الذرية في 29 آذار الحالي، ان «الولايات المتحدة والنظام الاسرائيلي يهددان باستخدام القوة ومهاجمة الجمهورية الاسلامية في ايران، وقد أكدا مرارا على ان التحرك العسكري خيار مطروح على الطاولة». وأضافت انه بسبب هذه التهديدات «لم تملك ايران أي خيار غير حماية أمنها من خلال كل الوسائل الممكنة، بما فيها حماية المعلومات التي تساعد المحرضين على تحقيق أهداف تحركهم العسكري والعدواني».

وفيما ألقت الرسالة باللوم على الوكالة الذرية لفشلها «بشكل منتظم ومكرر في الحفاظ على سرية المعلومات الحساسة»، معتبرة انه يجب «ان يتوقف هذا النشر الخطير للمعلومات الحساسة عبر خطوات» تقود نحو حماية هذه المعلومات، ردت الوكالة على الرسالة الايرانية بالقول ان طهران تتحدى قرارات مجلس الوكالة، داعية إياها الى تعديل قرارها.

في موازاة ذلك، قال مسؤول أمني إن الاستخبارات الروسية تمتلك معلومات تشير إلى أن القوات المسلحة الاميركية استكملت تقريباً استعداداتها لتنفيذ عملية عسكرية محتملة ضد إيران في اوائل نيسان المقبل. واوضح ان الولايات المتحدة حددت لائحة بالأهداف المحتملة التي تنوي ضربها في الأراضي الايرانية، وهي لذلك أجرت مؤخرا تدريبات على تنفيذ العملية في الخليج.

من جهة اخرى، استمر التصعيد بين طهران ولندن بسبب أزمة الجنود البريطانيين. وعرض تلفزيون «العالم» الايراني مقابلة مع جندي «اعترف» فيها بأنه وزملاءه الـ14 دخلوا المياه الايرانية بطريقة غير مشروعة. وقال «انا اعتذر بشدة لدخول مياهكم». وأضاف «اسمي ناثان توماس سومرز.. منذ اعتقالنا في ايران تلقينا معاملة ودية للغاية، واعتنى بنا الايرانيون بشكل جيد جدا».

كما نشرت السفارة الإيرانية في لندن رسالة ثالثة للجندية المعتقلة فاي تيرني اعتبرت فيها انه «تم التضحية» بها بسبب «سياسات التدخل التي تنتهجها حكومتا (الرئيس الأميركي جورج) بوش و(رئيس الوزراء البريطاني طوني) بلير». وأضافت «حان الوقت لأن نطلب من حكومتنا تغيير أسلوبها القمعي لأناس آخرين».

وقالت تيرني في الرسالة «في حين نسمع ونقرأ عن الطريقة التي كان يعامل بها السجناء في أبو غريب والسجون العراقية الأخرى بأيدي الجنود البريطانيين والأميركيين فإنني لاقيت احتراما كاملا ولم يلحق بي أي أذى». وأضافت أنه «لكي تمضي بلداننا قدما فإننا في حاجة لأن نبدأ في سحب قواتنا من العراق.

وكشفت السفارة الايرانية أيضا عن نص المذكرة الدبلوماسية التي وجهتها طهران الى السلطات البريطانية، مشيرة الى ان المذكرة تدين «العمل غير القانوني» الذي قام به البحارة البريطانيون، الا انها لم تطالب باعتذار. وجاء في المذكرة ان «الحكومة البريطانية تتحمل مسؤولية عواقب» دخول الجنود المياه الايرانية، داعية الى «ضمان عدم تكرر مثل هذه الاعمال».

غير ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد طالب في اتصال مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس الاول، بريطانيا بالاعتذار. وقال نجاد «خلال السنوات الماضية، انتهكت القوات البريطانية القانون الدولي وعبرت الحدود الايرانية. ويجب على بريطانيا الاعتذار الى ايران».

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان بلاده ترغب في «مزيد من العزلة لايران» بسبب الأزمة، الا انه دعا الى التحلي بالصبر في ادارة الازمة للتوصل الى الافراج عنهم. وأضاف «لا أعرف حقا لماذا يواصل النظام الإيراني فعل ذلك. كل ما يفعله هو زيادة اشمئزاز الناس من عرض البحارة المعتقلين والتلاعب بهم بهذا الشكل. هذا لا ينطلي على أحد».

ودعت روسيا الأمم المتحدة الى إعداد «تقرير مستقل» حول حادثة الاعتقال. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان «الوضع الحالي يتطلب دراسة معمقة للحادث نظرا لاختلاف لندن وطهران بشأن هذه الازمة والمعطيات التي قدمها الطرفان حول المكان الذي كانت فيه» مجموعة الجنود البريطانيين لدى أسرهم.

وفي خطبة الجمعة في طهران، حذر آية الله احمد خاتمي بريطانيا من انها ستدفع ثمنا باهظا في حال واصلت «ممارساتها الشريرة» ضد ايران. وأكد ان هذه القضية يجب ان تحل من قبل بريطانيا وايران معتبرا انه «لا يحق لأطراف ثالثة مثل مجلس الامن والاتحاد الاوروبي ودول اخرى التدخل في هذه القضية»، حيث ان «تدخلهم سيزيد الموضوع تعقيدا وصعوبة».

وقد دعا مندوب مرشد الجمهورية الاسلامية لدى الشرطة حجة الإسلام محمد علي رحماني، الى الافراج عن تيرني، على اعتبار ان هذا الأمر «سيظهر مدى حسن النوايا الايرانية»، مضيفا انه يتعين التعامل مع حالات الرجال البريطانيين على أساس «اللوائح الدولية».

مصادر
السفير (لبنان)