تبدأ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي جعلت الشرق الأوسط في رأس أولوياتها خلال تولي بلادها حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، جولة في المنطقة اليوم تستمر حتى الاثنين المقبل، من أجل دعم مؤشرات السلام الواردة من اتجاهات عدة، على أمل استثمار اتصالات برلين الجيدة مع عدد من الأطراف الإقليميين البارزين.

وتلتقي ميركل التي كانت زارت الخليج ومصر مطلع شباط الماضي، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتزور نصب "ياد فاشيم" إحياء لذكرى اليهود الذين قضوا في محارق النازية، على أن تزور بيروت الاثنين لتجديد دعمها لرئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتفقد البحارة الألمان العاملين في إطار القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" على متن سفينة راسية في مرفأ بيروت، فضلاً عن زيارة ضريح رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ورأى مسؤولون ألمان في التصريحات الأخيرة للزعماء العرب مؤشراً لفرصة تاريخية جديدة في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، تزامنت مع زيارات قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون.
وعشية الزيارة، صرح الناطق باسم الحكومة الألمانية ينس بلوتنر بأن القمة العربية أرسلت "إشارة ايجابية نرحب بها". وأضاف أن "الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي سيدعمان هذه العملية بأفضل الإمكانات... اننا نريد أن نلتقط هذه الخيوط ونجمعها".

وقال الناطق الآخر باسم الحكومة أولريش فيلهلم: "سنواصل العمل استناداً الى مبدأ أن ليس في إمكاننا أن نحل محل الأطراف في المنطقة، بيد أننا سنستخدم كل امكاناتنا من أجل مرافقتهم ودعم تحركاتهم"، في ظل مؤشرات ايجابية، أبرزها نجاح رايس خلال زيارتها المنطقة في انتزاع موافقة أولمرت وعباس على عقد لقاءات منتظمة، فضلاً عن جهود تبذلها الرباعية العربية المؤلفة من مصر والسعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، الى "سلسلة عناصر ايجابية" ظهرت في الدورة التاسعة عشرة لجامعة الدول العربية على مستوى القمة الذي انعقد في الرياض وأقر تفعيل مبادرة السلام العربية التي أطلقت في قمة بيروت لعام 2002.

وافاد أن ميركل ووزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير بحثا في احتمالات بدأت تلوح في المنطقة، لأن هذه المرحلة تتسم "بالحركة في ظل وضع معقد جداً مع وجود فرص ومخاطر"، مشيراً الى أن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي ترئس حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية "لم تستجب تماماً لشروط" الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، والمؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مما يعوق التعاون معها. بيد أن "الرئيس عباس يبقى المحاور" بالنسبة الى ألمانيا التي "ستحكم على الأفعال". وأعلن أن ميركل تنوي "تشجيع أولمرت على مواصلة الحوار مع محمود عباس"، بغية اتخاذ "اجراءات ملموسة" تهدف الى تسهيل حياة الفلسطينيين.

مصادر
النهار (لبنان)