الوطن القطرية / محمد ظروف

يمكن وصف القرارات والبيانات التي صدرت عن قمة الرياض بأنها من أحسن ما يكون، من حيث الصياغة والبلاغة ودقة العبارات والتوصيفات، وتراتبية القضايا التي تمت مناقشتها، ولكن السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو: من سينفذ هذه القرارات؟ بمعنى ما هي الآليات التي تم اتخاذها من قبل القمة العربية، لتأخذ هذه القرارات طريقها إلى التنفيذ؟

واضح أنه لا توجد أية آليات حتى الآن وكل ما تم التوصل اليه هو مجرد «تمنيات» و«امال» أن تلتزم الدول العربية الاعضاء في الجامعة بكل النتائج التي أسفرت عنها قمة الرياض لكن الواقع يشير إلى أن باستطاعة أي دولة عربية أن ترفض حتى مجرد البحث الجدي في وسائل عملية ملزمة لها، وبالتالي فإن هذه القرارات ستظل مجرد حبر على ورق، وستأتي قمة دمشق العام القادم، لتعيد إحياء وتفعيل القرارات التي صدرت عن قمة الرياض! وثمة من يجادل بأن هناك قرارات وتوصيات سرية، قد اتخذتها القمة، ولم يتم الكشف عنها بالرغم من أن منطق الاشياء يقول انه لم يعد لدى الحكام العرب ما يخفونه على شعوبهم، في ضوء المواقف والسياسات التي أصبحت معلنة عقب حرب إسرائيل في العام الماضي على لبنان اللهم إلا إذا كان المقصود هو أن يتم استغلال القمة العربية في الرياض كغطاء من قبل واشنطن لضرب ايران!

وحتى هذا السيناريو ليس مطروحا بقوة، لأن الولايات المتحدة - وبالرغم من حشود القوة العسكرية التابعة لها في مياه الخليج، حيث توجد ثلاث حاملات طائرات وجرت اكبر مناورات عسكرية أميركية منذ عام 2003- فإن قدرتها السياسية على اتخاذ قرار بشن هجوم على طهران أصبحت محدودة، بعد قرار مجلس الشيوخ الأميركي الذي ربط بين تمويل الحرب الأميركية على العراق، وبين وضع جدول زمني لاسنحاب القوات من ذلك البلد!