ليس قلقا من مرور اللحظات، أو عبور الحدث من موقع لآخر، ومن مرحلة إلى "تطور" أحاول تلمسه، فعندما أشعر بأن حركة اللحظات أصبحت مربكة أعرف أن مسألة الولادة أو الإبداع أو حتى الخلق تحتاج إلى نوع من اشتعال الأعصاب، والوقوف على حدية ما أراه.. ففي مسألة الخلق "تعشيق".. أو "عشق" .. أو مخاض لولادة "الجديد"...

والمسألة بالنسبة لي هي ترقب "الخلق" في كل ثانية تمر، لأن الخصب لا ينتظر الناس فهو يمر سريعا، ويجعلنا أحيانا نادمين على مروره السريع، أما أنا فربما أقف في كل لحظة وأحاول جعل اللحظات محاطة بكل ألوان الطيف، أو جعل الأنثى مثار خلاف وجدل، فعندما أحاط بالثرثرة، أو بالبرود أتطلع إلى المساحات الغائبة التي يحاول البعض إخفاءها من وراء تجاهلهم لكل تفاصيل "الربيع الأنثوي"...

والمسألة أيضا كما أراها لا تقف عند الحدث الانتخابي.. أو قدوم نانسي بيلوسي إلى المنطقة أو حتى ما رمته إلي القمة العربية، فهي أحداث فقط تتكون في كل لحظة على "الهامش السياسي".. بينما يبقى العمق الاجتماعي يتمسك بالسكون الذي خلفته الأيام المريضة، فأعرف أن "العشق" أو "التعشيق" ليست مسألة وقت بل إيمان بالقدرة على الولادة.. أو الظهور الجديد لما هو غير متوقع، فيبقى الحدث سأنا عابرا، بينما يشكل القلق على مصير "الجنين" الرؤية التي أريدها..

إنها ليست خربشات أو سطور، أو حتى محاولات لرمي الكلمات دون معنى، فغالبا ما نضيع "لحظة الخلق".. ونحاول اللعب على "الحدث السياسي" وكأنه الصورة النهائية للحياة، وربما بعد عقد لن يكون من الحدث سوى أسطر رسمتها الأفلام الوثائقية، بينما يتلاشى القلق أو الوجع أو حتى الألم الذي عايشناه من وقع الحدث، ولكن دون "جنين" جديد" أو خلق يجعلنا نتذكر أن الحياة لا توجد بالسهولة التي يرميها الموت أمامنا..

"عشق" أو "تعشيق".. هي مجرد كلمات تمر أمامنا في زحمة الحياة، لكنها في النهاية تتركنا أمام حقيقة "الوجود" الجديد، أو الطفل الذي يمكن أن نراه سواء كان بشرا أو فكرة أو حتى رسالة ‘اعلامية تكسر القواعد القديمة لما اعتدنا عليه من ديباجات العناوين والتحقيقات والآراء التي أتخمت حياتنا على امتداد نصف قرن..

هي لحظات ولادة أترقبها وربما أعمل لها بحس الحياة والخصوبة والأنوثة..