الرأي العام

افادت صحيفة «صنداي تلغراف»، امس، أن المسيحيين يستعدون لمغادرة لبنان هرباً من الأزمات السياسية والاقتصادية وانتشار التطرف الاسلامي.
وذكرت انها حصلت حصرياً على نتائج استطلاع سيُنشر الشهر المقبل، يكشف «أن نسبة تصل الى نصف موارنة لبنان، المجموعة المسيحية المهيمنة، أكدت أنها تدرس خيار الهجرة من بينها أكثر من 100 ألف شخص قدموا طلبات الى سفارات أجنبية في بيروت للحصول على تأشيرات زيارة».
وحذّرت من أن نزوح الموارنة «سيكون له نتائج مدمرة على لبنان لأنه سيجرد البلاد من أقلية مؤثرة ظلت تمثل عاملاً مهماً في موازنة قوى التطرف الاسلامي، مشيرة الى أن 60 ألف مسيحي غادروا لبنان منذ حرب الصيف الماضي بين اسرائيل و«حزب الله»، فيما يعيش باقي المسيحيين الذين ظلوا في لبنان تحت هاجس الخوف من وقوع صدام بين السنة والشيعة.
وأضافت «أن المسيحيين قلقون من تآكل تأثيرهم نتيجة استمرار الصراع الداخلي على القوة بين الحكومة التي يقودها السنة والمعارضة التي يهيمن عليها الشيعة بقيادة حزب الله». وأشارت الى أن الخلاف بين الأحزاب المسيحية «ساهم في انهيار تأثير العامل المسيحي لصالح الزعماء السياسيين السنة والشيعة في لبنان والذي قاد الصراع الدائر بينهم الى شل الادارة واقعاد الاقتصاد».
غير أن الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة الأبحاث المستقلة في بيروت «انفورميشن انترناشونال»، أظهر أن النزوح بين أوساط العمال الشباب «يتجاوز الطيف الديني، حيث أكد 22 في المئة من الشبان الشيعة و26 في المئة من الشبان السنة أنهم يدرسون خيار الهجرة». ونسبت الى الأب اليسوعي سامر سامر، أستاذ الدراسات الاسلامية في جامعة القديس يوسف: «لبنان كان على الدوام حصناً للتسامح الديني، لكنه يتحرك الآن نحو نموذج الأسلمة على غرار ما يجري في العراق ومصر».