الوطن القطرية / محمد ظروف

تشهد الساحة السياسية والاعلامية في المنطقة العربية جدالا وانقساما واضحين بشأن تقييم النتائج التي أسفرت أو تمخضت عن قمة الرياض.

وبصرف النظر عن هذا الانقسام أو الجدال فإن السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه هو: الى أي مدى يمكن التعويل على مؤتمرات القمم العربية لحل الازمات والقضايا الكبرى التي تواجه المنطقة؟ ومتى كانت مؤسسة القمة هي الاطار الحقيقي الذي يجمع العرب ويوحد كلمتهم ويجعلهم أقدر على اتخاذ القرارات الصائبة والمصيرية دون تدخل خارجي؟

ما كان لافتا هو ذلك التغيير الذي طرأ على الخطاب الرسمي السعودي والذي عبر عنه الملك عبدالله أمام قمة الرياض عندما تحدث عن الوضع العراقي بطريقة جديدة حيث أشار الى ان تحرير العراق تحول الى احتلال ودعا في الوقت نفسه الى تقرير مصير المنطقة بعيدا عن أية تدخلات خارجية.

وبصرف النظر عن التأثيرات المضادة لهذا التطور الدراماتيكي فإن الضغوط القادمة يفترض فيها ان تتركز على الاتجاه الاخير أي سحب الاوراق من أيدي اسرائيل وارغام هذه الاخيرة على ان تقدم التنازلات المطلوبة في موضوع البحث عن حلول للصراع الدائر في الشرق الاوسط. وهذا لن يحدث إلا اذا كانت هناك مساندة عربية وخليجية مباشرة لموقف الرياض التي يفترض ان تحمل قرارات القمة العربية على محمل الجد والمثابرة.