لم يقتصر استغلال المستوطنين الاسرائيليين لهضبة الجولان السورية المحتلة على المياه المعدنية المعروفة بجودتها وانتاج النبيذ الذي يصدر قسم منهم, بل انطلقوا الان بمساعدة خبير الماني في انتاج البيرة.
في كاتسرين التي تعد اكبر مستوطنة يهودية تقيمها الدولة العبرية في هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 واعلنت ضمها في 1981, بدأ معمل للجعة منذ بضعة اسابيع بانتاج اربعة انواع مختلفة من البيرة سميت احداها "الجولان" وهي بيرة كلاسيكية من خمس درجات.

ويقوم باستثمار هذا المشروع عند مدخل المستوطنة رجل اعمال يدعى حاييم اوهايون.
ويبدي اوهايون (45 عاما) الذي يقيم منذ 1982 في هضبة الجولان تحديدا في كناف تفاؤل رجل اعمال ناجح فيقول "منذ ان جئت لاقيم هنا يجري الحديث ويتكرر عن امكانية القيام بعملية اخلاء. لكن ذلك لم يحل دون تنمية الجولان".
واوهايون هو صاحب ناد لكرة القدم في الجليل ومؤسس مركز لاستقبال السياح يطلق عليه اسم "كيسم ها-جولان" اي "سحر الجولان", ويضم ايضا مركزا تجاريا جديدا اضافة الى معمل الجعة الجديد.

وجاء صانع جعة الماني ليقدم خبرته في هذا المجال للمزارعين الاسرائيليين المستوطنين في هذه الهضبة المحتلة المعروفة بخصوبتها وبتربتها الغنية.
وبناء على نصائحه بدأوا بزراعة الشعير وحشيشة الدينار المستخدمين في صناعة الجعة.
وباروخ لانسيانو (50 عاما) الذي قاتل سابقا في وحدة غولاني وشارك في المنطقة في الحرب بين العرب واسرائيل في 1973, ويقيم حاليا في كيبوتز مجاور لكاتسرين قد اتقن جيدا الدرس من الخبير الالماني, وهو يقوم باعتزاز بدور المرشد ويشرح عملية تخمير حبوب الشعير.
ويتحدث بحماسة عن "روح البيرة" موضحا كيفية تقدير كمية العطر المستخرج من حشيشة الدينار الذي يعطي النكهة المميزة للبيرة.

وفضلا عن "الجولان" ينتج المعمل نوعا اخر من البيرة باسم "بازالت" وهو الاقوى و"ايميك" (وادي) وهو نوع خفيف و"الجليل" الذي يذكر بالبيرة الايرلندية.
وهناك قاسم مشترك بين كل هذه الانواع من البيرة وهو انها مصنوعة من المياه المعدنية من ينابيع الجولان المعروفة بصفوها وبانها غنية بالمعادن ما يعتبر "ضمانة على جودتها" في نظر حاييم اوهايون.

ومن الخصائص الاخرى التي تتميز بها هذه الانواع من البيرة هي انها جميعها "حلال" اي انها حصلت على بركة احد الحاخامين مما يجعلها صالحة للاستهلاك من قبل اليهود المتشددين.
وبدأت حركة استقطاب من كل المناطق الاسرائيلية لاكتشاف المكان ولتذوق البيرة التي لم توضع بعد في قناني بل يستطيع الفضوليون تناولها في المكان مضغوطة.
وفي الواقع ينتظر اوهايون ترخيص وزارة الصحة ليتمكن من توزيعها وتسويقها. وقال "افضل ان يتعرف الناس على بيرتنا من خلال قدومهم وشربها هنا ولدينا الوقت لوضعها في قوارير".

ويقيم في الجولان المحتل الذي تطالب سوريا باستعادته كاملا كشرط للسلام, نحو 18 الف اسرائيلي موزعين على 33 مستوطنة وقرية زراعية منذ احتلالها قبل 40 عاما.
كما يعيش اكثر من 15 الف سوري, معظمهم من الدروز في الهضبة ورفضوا التخلي عن جنسيتهم السورية.

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)