ليس عن سوء نية ربما ينسى المرشحون إيضاح مكان تواجدهم، فهم ربما يفترضون أن مجرد الترشيح سيجعل من موقعهم حالة مطلقة يمكن لأي ناخب أن يصل إليها بمجرد التمني، فالمرشحون يتذكرون كل التفاصيل المتعلقة بضرورة كونهم نجوما، لكنهم ينسون أن النجم يمتلك موقعا حتى في علم المفلك أو "الترشيحات"...

فالمرشح ربما يعفي نفسه من ضرورة وضع التعامل مع الصيغة التي ستجعل من يصوتون له قادرون على التواصل، أو التفاعل أو حتى وضع ملامح لما يجب أن تكون عليه الحملات والبيانات الانتخابية، وإذا استطعنا تميز الصور واليافطات المعلقة فإننا نحاول البحث فيها، فربما نجد ما يربطنا بالعالم الافتراضي، رغم أن كل الحملات وجدت لـ"عالم افتراضي" مزروع في عقول المرشحين أو الناخبين...

لم ينس المتقدمون لعضوية مجلس الشعب أي تفصيل ابتداء من الصور وانتهاء بالشعارات، بينما يحرص أصدقاؤهم على التعامل مع الحملات على أساس دعائي "لطيف"، فتظهر صورالمرشحين وهي تحمل "تقدمة" أبناء فلان" أو حتى أسماء توحي مباشرة بمنتجات وخدمات متعددة، لكن على ما يبدو أن هناك دعوة "مضمرة" لمزودات خدمة الإنترنيت في العالم كي تشارك في الحملات، فتظهر أسفل الصور عنوان البريد الإلكتروني للمرشح كتقدمة من هذه المزودات، لأنه وفق المؤشرات التي نملكها فإن المرشح يقف على احتمالين:

 عدم ضرورة وجود البريد الإلكتروني لأن الناخبين لا يحلمون بالاتصال به، وهو افتراض خاطئ لأننا كمواطنين نملك أملا في التعامل مع المرشحين كجزء منا وليسوا كائنات من كوكب آخر.

 أو أنه لا يعرف استخدام الإنترنيت، وهو أمر يصعب تصديقه، لكننا في هذه الحالة سنطالبه برفع "أميته" لأن شرط الترشح أن يعرف القراءة والكتابة، وهذا الشرط لا يتحقق اليوم إلا بالتعامل مع الحاسب في ظل شعار "المعلوماتية للجميع"...
وإذا كان من الصعب على عضو مجلس الشعب أن يبدء من جديد في محو الأمية المعلومايتية، فإننا على الأقل سنطالبه باستخدام "الخداع" وفق أسلوب معاصر، وإيهامنا بأنه بالفعل يتعامل مع الإنترنيت بشكل أو بآخر.
في ذروة الحملات الانتخابية اليوم فإن المدينة يغطيها الورق... وتبقى المعلوماتية مجرد سجال فقط بين الناس، فلم نتلق سوى بيان انتخابي واحد على البريد الإلكتروني... فهل نفهم هذا الأمر على أنه رفض لهذا المجال.. أم أن المرشح يدخر قوته على الورق لأنه لا يثق بمن يبحثون ويتعاملون مع الإنترنيت!!

مصادر
سورية الغد (دمشق)